عالم غريب، عالم خاص بها.
....على شط ساحل الذكريات، يزعجني هذا اليراع، من فتاة هادئة إلى أخرى عدوانية الطباع، حين أخط و ألمم شتات ذكرياتي، أدونها أسجلها، فتتطاير الوريقات، انظر فأختلس زرقة الماء، أمواج هي تترامي كالظل، سحائب موجعة قد تمطر، إما بذكرى موجعة و مؤلمة، أو أخرى بها فرحة لم تكتمل، ولم تدوم طويلا، فلم تعمر ،إلا بهذا العالم الغريب، عالمها الخاص بها.
قد يبدو غريبا بعض الشيئ، تدخل كل الأشباح فتبتعد وتنصرف عن الواقعية المفرطة، فهي بسيطة و مركبة في كل شيئ، حد السذاجة والغباء، بميزة الذكاء و الفطنة، هادئة عدوانية شرسة ، خالجني شك في أول الأمر، زاد فضولي لكشف هذا العالم الغريب الخاص بها، فقلت سأطرح عليها سؤالا بخس هكذا كان ظني في بادئ الأمر،فسألتها: تكتبين ثم تمزقين؟؟؟
أجابت: عقل مزعج خزن كل شيئ بذاكرة، ولما كل هذا الفضول ياصاح؟
قلت: كأنك تخليت عن مادية النضال و المقاومة في النسيان؟!
جواب غريب بعدها أصابني في السمع،
عالمي غريب، عالمي خاص بي فقط، قد يلفتك هذا المنظر نظرك، خمول أكتسيه و فضولك قد يزداد أكثر أكثر ألست محقة، قلت بلى نعم، إذن فاستعد! قد يصيبك تعقيد في تشخيصه، أسباب كاملة، تنقل مستمر، أعيشه في عالمي هذا، من يراني في كل يوم ،قهوتي المعتاده فطوري، مظهر يوحي أنني دوما في تفكير عميق، بشرود داخلي، أسافر عبر الأحزان و الأحذاث، يرسم عند الآخر حياة مستقرة.أو مجرد محطة توقف...تأمل....
عفوا، أهو جواب مختصر، فهو غير كاف ولا شاف، لمعرفة المزيد كفضول، لهذا العالم الخاص بك، أعلم أنه ليس لي الحق في الخوض لمعرفة أكثر، لا من باب الفضول و لا حتى لمعرفتها أكثر، حكم سالف قد أصدر، إنه حقا عالم غريب و أنا من الأشباح قد أدخل.
لكن إلحاحي و إصراري، وهي عادة الكثير من البشر، إن تعلق بشيئ يريد أن يعرف عنه و يعلم عنه أكثر و أكثر، طبيعة وعادة لا منها مفر، قلت لها هذه المرة، بصوت خافت كهمس، حذثيني عنه أكثر، لكن أستأذنك بأن أدخل ، هلا طرقت هذا الباب و لا أرد، فأنا زائر ضيف لمحطة هذا التوقف،
قالت لي : سأسرد لك شخصية، اتقمص فيها الدور، فاتبعني و لا تسألني بعدها عن أي أمر، قلت لها: مسامعي كلها صاغية، ولن أتفوه بكلمة قط، حتى نقاشي لك لا محل له من الإعراب إن لزم الأمر.
قالت حكايتي كالآتي، بمظهر زفاف عرس، منذ الأزل غصب و قهر بقوة وجبروت متعمد، آنسني فيه من الأول الحزن، فطرد كل فرح، أغمسني بدهاليز الهزيمة، تاركا كل أمل في نجاتي و في النصر، عزلة و وحدة بعد وفاة كل شطر، من أجزائي ككل، أول السطر هو سطوري قد خطت مسار، تنقلت فيه عبر الزمن و المكان، بلور في كل شكل تغيير مختلف و مستمر، فهل أسرد و أحكي، صخب وعنف، أم حرب وسلم، كنت دوما فيه بالأخير المنهزمة الممحطمة، كسيرة أخلد للحظات لا أحدد فيها نهايتي أو بدايتي لكل شيئ، كل محطات عمري قطارها مر مسرعا، تسارعت دقات أجراس طبول، من فؤاد تحطم و انكسر، ظلام كثيف صرت أسابق العمر عساني ألقي الحتف المنشود، حريتي التي لم أنلها، سجن به أقصى عقوبات قد تحكم على بريئة، ذنبها قلب و عقل، إختيار و اختبار ، صرت أتجول بكل الغرف، إبتسامة وديعة أتمناها أن تطفو، لكن وجهي دوما يتوجم و يتعبس، أهي خطيئة قد ارتكبت؟؟فلا أنا بكماء و لا خرصاء؟؟لما قدري لم يغير أي شيئ؟؟شعور بلا شيد، خوف يداهم زماني و مكاني ، أمني و آماني، ذاك الحلم الذي استعصى قدري، أن يحققه لي، حرب أخوضها كجندية ضد عقلي الأعزل، ينفث في فؤادي سم علقم لما هذا الأمر؟؟؟
فإن كنت قارئ فنجان، فلا تستغرب من عالمي هذا ، لأنك قد تخطئ علي في الحكم، أو تصيب بسوء فهم، هذا هو عالمي الغريب عالمي الخاص بي، جسر أقطع به مسافات ، ألوذ فيه بمزاج و صراع و إزعاج، كنت أصنع السعادة لغيري و أتنفس مرارة الشقاء، أخدع روحي وقلبي، وأقول دوما أنا بخير، ولايعلم غيري تعاستي، أعزل نفسي في عالمي الخاص بي، فيراه الغير بعين غير التي أنا كنت أراه، فيقول البعض و الكثير هو إكتئاب بها حل، خيالها شارد في السرد، ما أضناك أيها القلب دوما خالفت العقل، هذا عالمي الغريب الخاص بي يا صاح.
لم أجرأ على الرد، ولا الحذيث بعد كل ما سمعت حين روت ، سوى أن صوت بداخلي يتردد صداه، حقا عالم غريب عالم خاص، ويا ليتني لم أدخل.
كانت مجرد محطة توقف...
أبو سلمى
مصطفى حدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق