أنفض غبار اليأس عن أوراقي المتناثرة في أركان قبوي ، وأرتب وسائدي الجوفاء من كل حلم جميل كان يترائى لي عبر ثقوب السقف العتيق . أمسك قلمي برعشة المتوجس خوفاً من كلمات خائنة وأكتب أول سطر لقصة إنتهت قبل بداية لملمة افكاري فتنتهي معها النهايات والبدايات كأنها أضغاث نائم بعد تعب رحلة البحث عن معالم حياة جديدة .
أجمع شتات روحي من بين زوايا الذكريات الأليمة ،
وأهرب من هواجسي بين دروب طفولتي وأحنّ لخبز أمي و رائحة رماد الموقد المنطفئ بعد شتاءٍ طويل .
وتعود بي الذكريات إلى أعماق أعماق السنين وتحفر في الأيام و تنبش في السنين،
وتستدعي كل الآلام والأحزان معاً وكل كلمة باكية ولحن حزين .
و كأنني شخص قديم من عالم قديم أتجول بين عوالم مختلفة ، عابر بلا محطات وبلا إستراحة تطاردني هواجس البعد وتأسرني الأماكن وأطلال آسفة على لقاء لم يتم .
على إستحياءٍ أكتب هذه الكلمات الخجولة مسترسلاً مستعجلاً قبل ذهاب هذا البوح فراراً من واقع ممل .
أكتب مستذكراً كل طفولتي وكل أماكن اللعب ومدرستي و ملابس الشتاء وأمطار الخريف ورائحة التراب و بستان البرتقال قبل أن يندثر وآخر قمر من عمر سعادتي قبل أن تأفل .
أكتب ولا تطيعني الكلمات ولا الذكريات وتهرب الهمسات مني إلى غير مستقر ، وأجدني عائداً محملاً بالحنين وبالشوق مُثقل .
(فوضى الكلمات)
بوزيد كربوعي ... الجزائر 🇩🇿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق