( قطار الحياة ) بقلم أحمد طلبه.
وقف حائرا في محطة القطار لا يدري أين يذهب
ولا على من يدق الباب...لم تسعفه ذاكرة ستون
عاما لإنارة طريق الماضي بشعلة أطفأها حزن
الحاضر...وظلمة المستقبل.
هل نحن من تعمدنا أن نتجاهل ملامحنا الباهتة في المرآة....أم تجاهلنا صرخات الأيام وهي تخبرنا بقرب الرحيل.......لماذا كبرنا...
وكيف سرقت منا كل هذه السنوات؟
كبرنا بالمواقف التي وقعت كما الصاعقة
وبالتجارب التي لم نختر أن نخوضها.
كبرنا يوم أن وثقنا بهم
ثم أفلتوا أيدينا في منتصف الطريق
وحينها إخترنا الصمت لغة رسمية للتعبير
عن كل جراحتنا.
كبرنا بعد أن أصبحنا كومة قش ليتهمونا
زورا وبهتانا أننا نخفي الأبرة....ليحرقونا!!!!!
وبعدها أصبحنا في غيبوبة لا يوقظنا منها
إلا شمعة تضيئ نصفها أعياد الميلاد
والنصف الآخر على أضرحة الذكريات
على مقابر الراحلين.
وسرعان ما أصبحت السنوات الماضية بكل ما فيها
كقطعة زجاج تعمقت داخلنا .....
بقائها قاتل.........وإخراجها جحيم.
وصارت الذكريات أوفى من أصحابها.
نعم إنها الذكريات...إستوطنت في قلوبنا
ورحل أصحابها ....بلا وداع.
لم تكن قلوبنا سوى رصيف تدهسه أقدام الأحبة
ثم يعبرون للجهة الآخرى المقابلة دون العودة
حتى ولو........للوداع
جف حبر الذاكرة...ومحت الأيام ما سطر بحبر النسيان...لم يبقى فينا غير ذكريات......
وبقايا متهالكة على أرفف النسيان.
نحن أبناء الوقت الضائع...والفرصة الواحدة نحن أحفاد زمن النسيان
حاولت مرارا أن أكتب لهم رسالة وداع وخانتني
دموعي ونسيت أن
الرسائل المبللة لا تحملها الرياح
تلك هي الحياة ...قطار سريع يأخذنا تحت عجلاته
دون رحمة ليطوي سنوات العمر....
ثم يضعف البصر....ويشيب الرأس...وينحني الظهر
وتأذن الشمس بغروبها....
ويستفيق متهالكا وفي إحدى يديه بطاقة بيضاء
مزخرفة بشريط أسود تحمل معها كل الحكاية
عنوانها ( إنتهت الرحلة ) يضعها في يدي الحارس عند باب الخروج..ثم يبتسم إبتسامة
باهتة ويردد....
الحمد لله الذي نجانا من هذه الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق