رَهِينُ الغُرْبَتَينِ
""""""""""""""""""""'""""
مَاذَا سَأَكْتُبُ؟ لَيْتَ الشِّعْرَ يُسْعِفُنِي
وَالرُّوحُ في جَسَدِي أَضْحَى بِهَا الأَلَمُ
قَدْ كَانَ مِثْلِي قُبَيْلَ اليَومِ ذُو أَنَفٍ
وَاليَومَ تَطْرَحُنِي الآهَاتُ وَالنَّدَمُ
مُنْذُ ابْتَعَدْتُ عَنِ الأَحْبَابِ مُرْتَحِلاً
رُوحِي مُمَزَّقَةٌ وَالسَّعْدُ مُنْعَدِمُ
يا لَيْتَ شِعْرِي وَقَدْ أَصْبَحْتُ مُغْتَرِبَاً
عَنْهُمْ، فَإِنِّي كَمَنْ في الحَرْبِ يَنْهَزِمُ
قَدْ بَاتَ مِثْلِي رَهِينُ الغُرْبَتَينِ فَلا
يَأْسٌ يُفَارِقُنِي أَو يَنْتَهِي الوَجَمُ
كُلُّ الجِّرَاحِ الَّتِي أَحْيَا بِهَا أَلَمَاً
مِنْ سَادَةٍ ظَلَمُوا بِالأَرْضِ إِذْ حَكَمُوا
أَمْسَى الحُفَاةُ مُلُوكَاً رُغْمَ عِزَّتِنَا
أَتْبَاعُ سَادَتِهِمْ بِالغَرْبِ مُذْ فُطِمُوا
عَاثُوا فَسَادَاً وَثَوبُ الخِزْيِ قَدْ لَبِسُوا
لا سَادَ سَادَتُنَا بِالحَقِّ أَو عَزَمُوا
كُنَّا عِظَامَاً ،وَكُنَّا أُمَّةً سَلَكَتْ
دَرْبَ الجِهَادِ بِنُورِ اللهِ تَعْتَصِمُ
ثُمَّ ابْتُلِيْنَا بِدَاءِ الذُّلِّ وَا أَسَفَاً
وَالأَمْرُ فِيْنَا إِلى صُهْيُونَ يَنْحَسِمُ
صِرْنَا غُثَاءً وَإِنَّا رُغْمَ كَثْرَتِنَا
جَمْعٌ خَنُوعٌ وَفِيْنَا الذُّلُّ مُنْقَسِمُ
مَتَى سَيُبْعَثُ قِدِّيْسٌ يُوَحَّدُنَا ؟
وَيَنْتَهِي الكَرْبُ وَالإِرْهَاقُ وَالنَّقَمُ
وَيَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً بَعْدَمَا فَسَدَتْ
مِنْ جَورِ سَادَتِهَا ،وَاللهِ قَدْ ظَلَمُوا
لا بُدَّ آتٍ وَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ
يَومَ الخُرُوجِ ، بِأَيِّ الحَقِّ قَدْ نُعِمُوا ؟
لا بُدَّ يَوماً يَكُونُ اللهُ فَارِجَهَا
وَيَنْجَلِي الظُّلْمُ وَالأَحْزَانُ وَالسَّقَمُ
الشاعر محمد طارق مليشو
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق