بقلمي ناصر درويش
من بعيد .. جاءت والخوف يملأ رئتيها .. أتراها مازالت على قيد الحياة …؟ تسأل وتخشى الاجابة .. نظرت بعمق الأم في عمق ذاك الحطام .. صرخت !!! هل هذه القيامة يا رب ؟؟؟ أين المكان واين الزهور وذاك البخور وأبن الزمان ؟؟؟؟ صرخت بلا صوت … أي بنيتي بالله أجيبي .. هل تذكرين حين منعت عنك الألعاب حين كنت تصرخين ؟؟؟ اصرخي حبيبتي وقسما لأحضرن كل ما في الدنيا من العاب بين يديك .. وأُبّلُ بالحب والشغف المفرط عينيك .. وأضع على وجنتاي كلتا يديك .. اصرخي لتعود الحياة الى المكان …!
أين أصوات المارين في شوارعنا .. ضحكات الجيران ..؟ أين بائع الحلوى ينادي .. فأهرول نحو النافذة قبلكِ.. وأشتري قطعتان … تأكلين واحدة وأخبيء الثانية للمساء .. تضحك قليلا .. قم اعطيك قطعة الحل وقبلتان .. فقط اصرخي … قولي انا هنا .. مازلت على قيد الصراخ ألعن أمةً ذليلة … رضيت بالهوان .. اصرخي … قولي مات ابي وأخواي فشعرنا أن ما في داخلنا حمم بركان .. ثم قتلوا اعمامي بعد أشهر .. وبقيت وأمي نضحك ونمارس كل طقوس الحرمان … اصرخي استخلفك بالله فاني الى صوت صراخك ظمآن … اياك ان تموتي قبلي … لقد قطعت عليك عهدا والعهد أمان… قلت بأنك من سيدفنني .. والكفن أزهار البيت والزعفران … لا تخافي العهد صغيرتي…. فاني سأمضي ما بقي من حطام عمري .. أنتظر صراخك كي أعلم اني لحقت بك الى الجنان .!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق