قصة قصيرة: الحمار النابح.
تعرض الحمار لضربة شمس قوية، واختلط عليه عقله وصار يهذي، وخطر بباله الجلوس على عرش الغابة بدلًا من الأسد، حذرته الحيوانات من فتك ملك الغابة به، وعدم تساهله في مثل هكذا أمور، ولكنه ركب رأسه ولبس جلد أسد، واقتحم مقر الحكم نابحا.
فنظر إليه ملك الغابة مليا وقال: عجيب، حمار يلبس جلد أسد، وينبح عوض أن ينهق؟! ماذا حل بك يا حمار لا أُمَّ لك؟! جمعتَ بين المتناقضات كلها، وعوض أن تنهق في ديارك جئت لتنبح سيدك ومولاك يا أيها السفيه البليد، هيا عُد أدراجك إلى قومك الحمير وانبح عندهم ومعهم، فإنه لا يشرفني أن ألَوِّثَ بدمك برثنا واحدا من براثني.
يبدو أن هذا البلاء من خطئي وسوء تقديري، إذ جعلتك من جملة خاصتي لأنني أحسنت بك الظن، وحسبتك من أهل الرأي والحذق والفطنة والمشورة، ولكن أنَّى للحمير ذلك؟! لا تفعلها مرة أخرى فأَعجَل عليك يا بن الأتان، لقد وُهِبت لك حياة جديدة فاغنمها واسلم، وإن الأسد يُحذر مرة واحدة فقط دون أخرى، هيا اُخرج واغرب عن وجهي لعنك الله.
بقلم: عبد الكريم علمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق