قصة قصيرة: الذئب وكلب الصيد.
مَـرَّ ذئب قرب منزل ريفي قريب من الغابة، وأطل من إحدى نوافذه فرأى كلب الصيد مُمُدَّدًا بداخله، وأمامه أصناف من المأكولات الشهية التي تُسيل اللعاب، فَسَلَّمَ ثم سأل صاحبه: هل تتكرم يا بن العم وتُعطني قليلا مما رزقك الله؟
ردَّ صاحبه السلام وقال له: عُذرا يا صديقي هذا الأكل ليس مُتاحا للجميع، إنه مُحَرَّمٌ على غير كلاب الصيد.
سأله الذئب: وبم نلت هذه الحُظوة والمكانة الرفيعة المرموقة حتى صِرْتَ إلى ما أرى؟ وهل لي بمثل ذلك؟
ردَّ كلب الصيد: هيهات يا بن العم، إنك لا تستطيع أن تفعل ما أفعله ولا تُطيقه، إن هذه المكانة التي تراني فيها، والحظوة التي أتمتع بها، لأنني أصطاد لأسيادي وخادمٌ لهم، فإذا أردت الحصول على مثل ما أنا فيه، وتنال الذي نِلْتُ من كرم ومكانة، فعليك أن تُتقن جيدا عمل كلب الصيد، ولا أرى ذلك يتأتَّى لك، لاختلاف الهمم والطبائع، فالسادة يا بن العم لا يرضون عنك، ولا يقبلون بك، ولا يستسيغونك إلا كلب صيد لموائدهم، وأما غير ذلك فأنت ثقيل غير مُرحَّبٍ بك، بل خصمٌ يجب إزاحته وإنهاؤه، فانظر لنفسك واختر.
ردَّ الذئب: الآن عرفتُ لماذا كَثُرَ كلاب الصيد، وتنغصت حياة الأباة الشرفاء الأحرار.
بقلم: عبد الكريم علمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق