بقلمى : د/علوى القاضى.
... كثيراً ماكنا نتكلم فى جلساتنا العائلية بحسرة عن أراض أوشقق فى المدن الجديدة مثل مدينة 6 أكتوبر أو السادات عرضت قبل أكثر من 20 أو 30 عاما بسعر زهيد للمتر او للشقة بضع جنيهات أو حتى أرخص من ذلك ولم ألتفت إليها بالرغم من توفر المبلغ معى واليوم نعض أصابع الندم على هذه الفرض الضائعة لماذا ؟!
... لأنها اليوم أصبحت تساوي عشرات بل مئات الآلاف وربما الملايين !
... وأحياناً أسمعهم يمتدحون من اغتنم الفرصة وقتها واشترى الأرض أو الشقة وقت رخصها ويغبطوا حال صاحبها اليوم بعد أن أصبح من رجال الأعمال ومن أصحاب الأملاك والملايين بسبب تلك الشقق والأراضي!
... السؤال : هل سيتكرر هذا المشهد في المستقبل؟!
... الجواب : نعم وبشكل أكثر حسرة ، بمعنى أنه سيأتي أناس يوم القيامة وقد " استرخصوا " واستخفوا بالأعمال الصالحة فى الدنيا بالرغم من أنها كانت متوفرة لديهم وميسرة لهم ، ونسوا أن صنائع المعروف تقى مصارع السوء مثل : الصدقات ، الذكر ، الصلاة ، الصيام ، مساعدة الآخرين والمحتاجين إلى آخره
... إن عجزت عن عمل صالح ، تيسر لك عمل صالح آخر
... وتصل الحسرة قمتها عندما ينكشف أمامهم يوم القيامة قيمة العمل الصالح الذي زهدوا فيه ولم يغتنموه !
... الفرق بين الموقفين : أن قيمة الأراضى والشقق ارتفعت لكن الحصول عليها ليس مستحيلاً لإمكانية الحصول على ثمنها
... أما في الموقف الثاني : فقيمة العمل الصالح قد ظهرت يوم القيامة لكن الحصول عليه وقتها صار مستحيلاً !
... في الصورة الأولى : يقول من ضيع الفرصة : يا ليتني إشتريت الأرض وقت رخصها !
... وفي الصورة الثانية يقول : * ياليتني قدمت لحياتي * !
... أخى الحبيب لا تنخدع بسهولة الأعمال الصالحة ولا يغرنك طول الأمل اليوم وتوفرها فتظن أن قيمتها رخيصة ! ، بل هي قيّمة جداً جداً
... ولا يعرف قيمتها سوى ( طلاب الآخرة ) فاحرص أن تكون منهم
... واسأل الله دوماً أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته ولاتحقرن من المعروف شيئا
... آمين ، آمين ، آمين
... وصل الله على سيدنا محمد النبى الامى وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق