بقلمى : د/علوى القاضى.
... أيها الخونة لاتبيعوا الوهم لشعوبكم
... هذه القصة * أعزكم الله * ، هى قصة حقيقية موثقة ومسجلة رسميا في سجلات الأمم المتحدة وقعت أحداثها فى - كفر كلا - جنوب لبنان
... في مثل هذا اليوم من سنة 1962 ، وقبل أن يوضع السياج الفاصل بين كفر كلا / لبنان ، وفلسطين المحتلة ، دخلت حمارة ( خالتي ) أرض فلسطين المحتلة ، ولم تكن إستخرجت جواز للسفر ، ولم تحصل على تأشيرة للدخول واعتبروها مهاجرة غير شرعية
... واختفت عند الاسرائليين لمدة سنة تقريبا
... ولأنها تحفظ الطريق بغريزة الفطرة ، عادت بعد فترة لوحدها تجر وراءها عربة محملة بالدراق والأجاص ، وكأنها كانت فى إعارة بعقد عمل وانتهى عقدها وعادت محملة بالهدايا لبنى جلدتها وأهلها وأقاربها وجيرانها كعادة معظم المتعاقدين بالدول العربية
... وبقيت متجهة إلى منزل صاحبتها [ خالتي ] ، تبعها الأولاد وتعرفوا عليها " فكم من المرات إمتطوا ظهرها " وأخذوها للخالة وزوجها
... لكن سرعان ماتحركت الأجهزة الأمنية حتى علم بهذا الأمر سكرتير عام الأمم المتحدة الذى بدوره أعطى أوامره وسرعان ما جاء الدرك مع المختار ورئيس البلدية وقوات الطوارىء التابعة للأمم المتحدة مدججون بالأسلحة والعربات المصفحة والمدرعات وغطاء سماوى من الطائرات الحربية وبعض قوات المارينز وداهموا المنزل ، وطالبوا خالتي بتسليم الحمارة رغم علمهم بأن دمها دم عربى
... أتعلمون لماذا ؟! ، لأنها كانت تحمل في أحشائها جحشا من أب " حمار إسرائلي "
... طبعاً رفضت خالتي تسليم حمارتها وعلا الصراخ في البلدة وتجمهر الشباب وأخذوا يهتفون ( الحمارة حمارتنا ورجعت إلنا ) ، وتجمع الصحفيون ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية لنقل هذا الحدث ومحاولة ألتقاط الصور وإجراء الأحاديث مع الحمارة وأصحابها لنقل مأساتها للعالم ومنظمات حقوق الحيوان للضغط على الكيان المحتل للتراجع عن مايفعلوه ومايريدوه
... وبعد أخذ ورد مع جيش الإحتلال من خلال مندوبي الأمم المتحدة إتفق الجميع على أن تعود الحمارة إلى " إسرائيل " لتلد هناك بناء على طلب حكومة الإحتلال
... وبعد ذلك تعود بمفردها لأصحابها
... وعلى الفور تم تشكيل لجنة تابعة للدولتين وبرئاسة الأمم المتحدة وتم توقيع إتفاقية بذلك واتفق الجميع على عودة الحمارة إلى ( خالتي ) ، ويبقى مولودها في دولة الكيان الصهيوني حيث أنه يعد من الشعب المختار ودمه نقى ولايصح أن يختلط بمن هم أقل منه مستوى
... بعد ثلاثة أشهر ، هربت الحمارة من " اسرائيل " مرة أخرى مخترقة الإتفاقيات الدولية ( بدون تنسيق أو إذن ) ولا تأشيرة خروج وبغريزتها عادت إلى ( كفر كلا ) وهي تجر خلفها العربة بالهدايا ، ويركض بجوارها هذه المرة إبنها الجحش الصغير ( الجحش الإسرائيلى )
... ولكن تكرر نفس الأمر وتحركت لجان الأمم المتحده وقواتها وبعد ساعات ، إذا بقوات الدرك والبلدية والمختار والأمم المتحدة ، تحاصر المنزل وتطالب ( خالتي ) بتسليم الجحش الإسرائيلى الصغير ، لأنهم بالفعل تم تسجيله عندهم فى سجلات الطب البيطري وحصل على الجنسية الإسرائيلية وتم تطعيمه بمصل إسرائيلى وتمت ولادته فى مستشفى إسرائيلى وتحت إشراف أطباء إسرائيليين من أكفأ أطباء العالم والجحش بدوره لايعلم كل ذلك ولايعلم أن أبيه يهودى وأنه من شعب الله المختار
... ولكنه كالأطفال رفض ترك أمه وتشبث بالبقاء معها وأخذ تارة يضرب بقدميه كل من يقترب منه وتارة أخرى يعضهم بأسنانه فقد كان متمسكا بالبقاء مع أمه في لبنان فهو يحتاج حنانها وعطفها ورعايتها
... إلا أن القوة المفرطة والضغوط الدولية والمحاولات المكوكية ، وتدخل الوسطاء من الأصدقاء والحكام العرب المطبعين ، إنتهت بقيام قوات الإرتباط بربط الجحش وتحميله في شاحنة عسكرية إلى مركز المراقبة في الناقورة
... ومن هناك عاد مأسوراً مكسور القلب باكي العين مُشتت الفكر والشمل إلى الكيان الصهيوني ولم يشفع له قانون حماية الأطفال أو قانون الحضانة ، مع علمهم بصغر سنه وأنه لم يصل لسن تسليمه للأب ولم يخيروه حتى مع من يريد أن يعيش وهنا إنقطعت أخباره
... من هنا يجب أن نعى تماما خلاصة الأمر ، أن دولة الإحتلال الصهيونى التي لم تفرط حتى في " جحش " وانتزعته من رعاية أمه وحضانتها دون مراعاة لحالته النفسية
... هل ستعطي أحدا من المطبعين والمهرولين شيئاً! بالتأكيد كلا وألف كلا !
... وهنا يحضرني مثلان شعبيان مصريان :
١.. هى الحداية بتحدف كتاكيت ؟! طبعا لأ
٢.. الجنازة حارة والميت كلب (مع إعتذارى للكلب) لأنه أحيانا يكون أوفى من ناس كثر
... إذا لاتبيعوا الوهم لشعوبكم أيها الخونة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق