مَن اشترانا بصفو الْوِدَاد
بِأَضْعَاف الْوُدّ اشتريناهْ
و مَنْ بَاعَ لخصاصة فِي جُوده
فَلِمزادات الصَّدّ ، رَهَنَاهْ
يشاكسنا الْحَظّ بِنَأيه
و خَيْرُ الظَّفَر نطاله إذَا قُلْنَا يَا رَبَّاهْ
رَبّ الْخَيْر وَ رَبّ الْأَمَل بِه
و الْحَمْدُ عَلَى صَنِيعه حَتَّى يَبْلُغَ الْحَمْد مُنْتَهَاهْ
مَا شَقَّ صَدْرِي وَجَعٌ
و لَا نَالَ مِنِّي لَيْلٌ فِي مُبْتَغَاهْ
و هَلْ يَنْزِلُ الْقَمَر ، و هَل تَسْتَتِر الشَّمْس
إذَا لَعَنَ وُجُودُهُمَا لُؤْمٌ ؛ نَفَسُهُ يَغْشَاهْ
أَنَا الَّتِي ؛ و أَنَا اللَّائِي جَواهِرِي فِي نبضي
زُمُرُّد و لُؤْلُؤ و خَيْرٌ كَثِيرٌ مَا قُلْنَاهْ
و مَا خُفِيَ مِنْ سَرِيرة النَّفْس
تَضَمَّنَهُ دُعَاءٌ بِالْخَيْرِ لِمَنْ كَرِهْنَاه قَبْلُ منْ أَحْبَبْنَاهْ
مَنْ ذَا يُبَارِز طيبتي
أَو بِقُوَّة السَّاعِد عَزْمِي يَثناهْ
الْخَيْر مِنِّي كَفّة و مِيزَانِي عِفَّة
و الْمِعْيَار كبريائي ، مَا أَقْوَاهُ و مَا أقساهْ!؟
خُذ اللّين مِنِّي نهجًا إذَا صَفَا خَاطِرِي
و خُذ الْمَوْتِ فِي فِرَاقِي يهواك و تَهْوَاهْ
هَل تَهْوَاه ؟ هَلْ كُنْت تَهْوَى هِجْرِي و الْغيَّاب
و أَسْبَابًا غَرِيبَةً و غبيةً لِلْعَذَاب و لَو بأدناهْ
بِكَلِمَة جَارِحَة ، بضحكة اسْتِهْزَاء
يَنْقَلِب الكندوش و يُفْرِغُ مَا حَوَاهْ
مَنْ قَالَ أَنَّا نربط جَامِعَةَ هَوَاكُم الزَّائِف حَوْل أَعْنَاقِنَا ؟
مَنْ قَالَ أَنَّا الْمَوْت بَعْدَكُم نتمناهْ؟
مَنْ قَالَ أنَّ الصُّوَاعَ قَدْ سُرِقَ ؟
نَحْنُ فِي رَحْلِ منْ نَأْمَنُه وَضَعْنَاهْ
لَقَد ذَهَبْنَا؛ و إذَا صَارَتْ الرُّوح تَعُود لمُفارِقِها مَا عُدْنَا
قَدْ ذَهَبْنَا لِمَنْ كَانَ يَرْجُو أَنْ نَلْقَاهْ
ذَهَبْنَا لِمَنْ قَدَرَ ذَهَبَنَا
و الزَّيْفُ ، الزَّيْفُ للزّيفِ تَرَكْنَاهْ
حَضِرُوا الْآن زَارًا و طوفوا حَوْل أَفْعَالِكُم
و قُولُوا لَحْظَةُ غفلةٍ و وسوسةُ شَيْطَانٍ مَا ذَنْبُنَا إنْ صَدَّقْنَاهْ ؟!
ضَعُفَت الْأَسْبَاب و ضَعُفَ الرَّجَاء
و الطَّلَب عَزِيزٌ و الْعَرْض رفَّعْناهُ و رَفَعناهْ
نَحْن نَفَسُ الْوَرْدِ قَبْلَ أَنْ تجثو عَلَى صَدْرِهِ أَطْرَاف الْفِرَاش
و الرَّذاذ العَطِرُ أَيْنَمَا حَلَلْنَا نشرناهْ
هل تَدْرِي ، أَوَ تَدْرِي ؟
أَنَّهُ كَانَ جُزْءً بَسِيطًا فَقَط ، مِمَّا نُمْلَك ؛مَا لَكُمْ أَعْطَيْنَاه
الْيَوْم صدق الرّؤى احتفظنا بِه
و وَهْم الْهُيَام لِلْوَهْم رميناهْ
حُمَّى و هَذَيَانٌ و أَحْلَام
اسْمِي يُلْفَظُ ، و دُرَّتي فِي الْبَحْرِ تسْمَعُ نَجْوَاهْ
و الطَّيْر تُصَفِّق لِعَدَالَة الْحَيَاة
حَتَّى الْهَوَاء يُطْبِّق عَلَى الْخَائِنَة حناياهم مَدَاهْ
خذوا آفَاق الضِّيق هُنَاكَ فِي ظُلْمَةٍ
يكفيني نَجْمِي متوهجٌ لَيْس غيمكم يَغْشَاهْ
عِجَاف السِّنِين ثَمَانيةٌ لَا سَبعُ
و أَلْقَى الْعُمْر مِنِّي مَا أَلْقَاهْ
جُوع و قَحْطٌ؛ سنينكم فِي الْآتِي
أَنَا خَيْرَي لَن أَقْسم مِن مِقْدَارِه إلَّا لِمَنْ يُنَمِّيه أَو يَرْعَاهْ
و الْحُنْكَة لِلتَّاجِر إذَا تَعَثَّر فِي كِيس خِيشَة
اِسْتَثْمَر مِنْه خَيْطَه و أَبْرَز جَوْدَتَهُ حَتَّى أغلاهْ
فَمَا أغلاه ، مَا أغلاه صدق الشُّعُور
و مَا أبخست نَظَرة المشَّترِي جَودةَ الْمَعْرُوض
إذَا طَلَبَهَا و قدرها حقها مَا فَاصَلْناهْ
فَالْحَرِير يَظَلّ حَرِيرًا و إن فَصَّلْنَاهْ
قسْمتُهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْبَاعٍ و الرُّبْعُ عَلَى أَرْبَعٍ ، صَارُوا سِتَّةَ عَشَرَ ثُمُنًا
مَهَارَة الْحِسَاب شَيْءٌ مِمَّا تَعَلّمْنَاه و عَلَمْنَاهْ
و الثُّمُن مِنْهَا عَلَى مائَةِ قطَعَة ، نَصِيبُك مِنْهُ تِلْكَ الْقِطْعَة ، هَذَا مَا فِي هَذِهِ السَّنَوَات لَكُم أَعْطَيْنَاهْ!!
قَلِيلٌ ؟ لَا لَيْسَ قَلِيلًا
قليلنا كَثِيرٌ وَ كثيركم لَا شَيْءَ إذَا وَزِنَاهْ
الْآن حصحصَ الْحَقّ ، و الْبَاطِل مزهوق فِي رَجَاهْ
كتمنا أَقَاوِيل الْحَدْس
و انْتَظَرْنَا حَتَّى بَلَغَ السَّيْلُ زُباهْ
قَد زرعنا الْوَرْد و عَظِيم الْوُدّ
و انْتَظَرْنَا طَرْحًا مِن عُقم مَا زرعناهْ ! !
و حِينَ قَامَ ضَمِير الرَّبِيع يَعْتَذِرَ عَنْ شِتَاءٍ قاسٍ
قَبلنَا اعْتِذَارَهُ ، و صَدَّقْنَا لَمَساتِ نَدَاهْ
نحلتي تَعَشَّق الزَّهْر
تُقَبِلُ كُلّ صَبَاحٍ فَاهْ
و يغريه ذَلِك الزَّهْر المتعجرف
يغريه الْغُرُور كأيّ عَاشِقٍ يُجَرِّب أَن يضنيها بجفاهْ
و يَنْسَى أَنّ لَهَا شَوْكَةً
ستُلَقنُه دَرْسًا لَن يَنْسَاهْ
فَأَبِي ثَائِرٌ ...
و أَنَا و قَلْبِي؛ العنفوان مِنْ أَبِي وَرِثْنَاهْ
منْ طَرَقَ الْأَبْوَاب لاَبُدَّ أَنْ يُجَاب
بِالْخَيْر أَهْلًا ، أَو بِالصَّدّ سُكُوتًا تجنباهْ
آخَر رُؤْيَاي حُوتٌ أَزْرَقُ
لَا سَابِحُ ، بَل محلق فِي سَمَّاهْ
و نَبَات الْبِرْسِيم عَلَى براحات أَكفِي وَاضِحٌ
و صَهِيلُ الْخَيْلِ يُسْمَع و السَّهْم قَدْ بَلَغَ مَرْمَاهْ
و النِّسْر محلق فِي رُؤْيَايَ
و رَجُلٌ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنِّي يَرْقبُنِي ، لَا أَدْرِي مَاذَا دَهَاهْ ؟
و يَشَاء الْحُلْم أَنْ يَتَحَقَّقَ و تنصاع له الدنيا
إذَا و فَقَطْ إذَا ، شَاءَ اللَّهُ فِي عُلَاهْ
مَنْ قَالَ إنَّ الصُّوَاعَ قَدْ سُرِقَ ؟
#مارياغازي
الجزائر 2023/12/10
-------
الكندوش:عبارة عن وعاء يستخدم لتخزين الحبوب يحتوي على فتحة في الأسفل لاستخراج الكمية المطلوبة من الحبوب.
جَامِعَةَ:الغُلُّ يجمع اليدين إِلى العُنُق.
رَحْلِ:هو ما يوضع على ظهر البعير للركوب، ويطلق أيضا على مسكن الإنسان وما يشمله من أثاث....و مستلزمات للسفر أيضا.
زَارًا:حفلة راقصة تقام لطرد الأَرواح الخبيثة التي تمسُّ أجسام بعض الناس في زعمهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق