الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

على هامش المعارك بقلم بوزيد كربوعي

على هامش المعارك دخان النخوة يعبق كَبَخور عروس ليلة زفافها وأيادٍ مخضبة بلون الرفض والإباء . 
على هامش المعارك ألوان قوس قزح وألعاب أطفال أبطال وأصوات أناشيد المدارس تعلو رغم الصمت المُطْبق في المحافل . 
على هامش المعارك مدائن تبكي سقوط مآذن وأنين مساكن وطفل يبحث عن لعبته بين ركام المداخن . 
على هامش المعارك لن ينجلِ هذا الغبار فتشرئبُّ أعناق الجبناء تُطِلُّ على بقايا تاريخ لذكرى أماكن . 
أي صنع للحياة وسط ركام الصوامع ؟ أي صنع للحياة تحت دوّي المدافع ؟ إنهارت كل الحقائق مع الأكاذيب وأُحرقت التواريخ والمراجع . لم تعد القصص القديمة تدفئ صبايا المخيم المهجور، الوقت ليس للأحلام ولا للأغاني الحالمة ، ذخر بندقيتك ولا تختبر شجاعتك فستكون الخاسر الوحيد في معركة مع نفسك . 
كطائرِ الفينيقِ سَنُبعثُ من رمادنا من جديد . 
سنرفرف من جديد بأجنحة الرفض والحديد و سنحيا من جديد .  
لن تقتلونا ولن تسقطونا نحن فقط ننزفُ قهراً وخذلاناً من القريب قبل البعيد و سنشفى من جديد . 
مهما أصابكم من عمى أو عوار سننظر في مرايانا ونتأكد أنّنا ولدنا من جديد . 
أليس هذا قبرنا وهذا رمادنا وهذا حاضرنا وذاك ماضينا التليد ؟ و سنبعثُ من جديد ببأسٍ شديد ، وسَنُلوح بغصن الزيتون ونحتفل بالعيد بعدما نبعثُ من جديد . 
أيّها العابرون خلف خطوط الحُرّية ألم تسمعوا آخر أذان فجرٍ لزمن صلاح الدين ؟ 
أيّها العابرون هل رأيتم غصن الزيتون المنكسر على ظلال أصوار الميادين ؟ 
وهل رأيتم رفرفة الحمام على أكتاف الخبّازين ؟  
هنا وُلدنا وهنا زرعنا أوّل شجرة تِين ، وهنا حصدنا سنابلنا وصنعنا الطحين وكانت حجارتنا تسترق السمع حين نقص لأطفالنا حكايا علاء الدين وقصة الأميرة النائمة وحديقة العجائب و حقل اليقطين . 
أيّها العابرون هذه أرضنا هذه فلسطين وسننزف ما إستطعنا وسنقدّمُ القرابين . 

 
على هامش المعارك .

بوزيد كربوعي الجزائر 🇩🇿

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...