على هامش المعارك ألوان قوس قزح وألعاب أطفال أبطال وأصوات أناشيد المدارس تعلو رغم الصمت المُطْبق في المحافل .
على هامش المعارك مدائن تبكي سقوط مآذن وأنين مساكن وطفل يبحث عن لعبته بين ركام المداخن .
على هامش المعارك لن ينجلِ هذا الغبار فتشرئبُّ أعناق الجبناء تُطِلُّ على بقايا تاريخ لذكرى أماكن .
أي صنع للحياة وسط ركام الصوامع ؟ أي صنع للحياة تحت دوّي المدافع ؟ إنهارت كل الحقائق مع الأكاذيب وأُحرقت التواريخ والمراجع . لم تعد القصص القديمة تدفئ صبايا المخيم المهجور، الوقت ليس للأحلام ولا للأغاني الحالمة ، ذخر بندقيتك ولا تختبر شجاعتك فستكون الخاسر الوحيد في معركة مع نفسك .
كطائرِ الفينيقِ سَنُبعثُ من رمادنا من جديد .
سنرفرف من جديد بأجنحة الرفض والحديد و سنحيا من جديد .
لن تقتلونا ولن تسقطونا نحن فقط ننزفُ قهراً وخذلاناً من القريب قبل البعيد و سنشفى من جديد .
مهما أصابكم من عمى أو عوار سننظر في مرايانا ونتأكد أنّنا ولدنا من جديد .
أليس هذا قبرنا وهذا رمادنا وهذا حاضرنا وذاك ماضينا التليد ؟ و سنبعثُ من جديد ببأسٍ شديد ، وسَنُلوح بغصن الزيتون ونحتفل بالعيد بعدما نبعثُ من جديد .
أيّها العابرون خلف خطوط الحُرّية ألم تسمعوا آخر أذان فجرٍ لزمن صلاح الدين ؟
أيّها العابرون هل رأيتم غصن الزيتون المنكسر على ظلال أصوار الميادين ؟
وهل رأيتم رفرفة الحمام على أكتاف الخبّازين ؟
هنا وُلدنا وهنا زرعنا أوّل شجرة تِين ، وهنا حصدنا سنابلنا وصنعنا الطحين وكانت حجارتنا تسترق السمع حين نقص لأطفالنا حكايا علاء الدين وقصة الأميرة النائمة وحديقة العجائب و حقل اليقطين .
أيّها العابرون هذه أرضنا هذه فلسطين وسننزف ما إستطعنا وسنقدّمُ القرابين .
على هامش المعارك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق