مقال
قريش بين الخلاف و الاختلاف
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
من قراءه التراث القديم ما قبل الدعوة تجد ان تقبل العرب لحريه العقيدة مثبت بدلائل قطعيه الثبوت مثلها مثل تقبل الثقافات المختلفة و تشجيع الفنون و الشعر حتي شعر الغزل الصريح الذي يصف علاقه الحبيب بحبيبته في مجتمع شرقي محافظ علي العادات و التقاليد وكان سوق عكاظ ورحلات التجارة بين الشام و اليمن مجالا لتبادل الثقافات وعلي نفس المنهاج كان المعلقات لها قيمه بدرجه تعلق علي الكعبة تكريما لنوابغ الشعر في هذا العصر
اما في مجال حريه العقيدة فكان تعدد الإلهة و الاصنام كل يعبد ما يحلو له فهذا يعبد النجوم و هم الصابئة و هذا يعبد صنم من حجر و تلك تعبد تمثال من العجوه و لم يسخر احد من عقيده الاخر و تقبل الجميع اختلاف الثقافات و العقائد و حريه الراي و الفكر
و جاء الاختلاف مع العقيدة الجديدة من اول يوم ليس اعتراضا عليها فالمجتمع يقبل و يستوعب الكثير من العقائد حتي ورقه بن نوفل كان يدرس في الكتب الدينية القديمة و لم يعترضه احد
اما الصدام مع الدعوة المحمدية كان لأسباب قبليه
مثل لماذا بنو هاشم تتميز علي كل قبائل العرب ان يكون لهم رسول وكذلك اليهود لماذا لم يخرج النبي المنتظر نسل اسماعيل و ليس من نسل يعقوب.
و توالت الاعتراضات بعد ذلك عندما ساوي الاسلام بين العبيد و الساده فكان صراع المجتمع المخملي من ساده قريش علي الدعوة بسبب تلك النقطة و الملاحظ ان ساده قريش لم تمس الساده امثالهم من قريش الذين اتبعوا الدين مثل الصديق و الفاروق و ذو النورين و تم صب العذاب علي من هم تحت سيطرتهم مثل سيدنا بلال و عمار بن ياسر و غيرهم
وكان بمجرد عتق العبد من قبل ساده المسلمين
لا يتم التعرض له لان القاعدة العبد علي دين سيده لأنه يملكه
حتي بعد هجره المسلمين الي المدينة ظهر نوع اخر من الأعداء اشد شراسه وحقد وهو المنافقين بقياده سيد المدينة المنتظر عبد الله بن ابي بن سلول الذي حارب الدعوة عبر الدسائس و المؤامرات بالاشتراك مع قبائل اليهود الحاقدة علي الدعوة لمجرد ان الرسول الخاتم ليس من نسل يعقوب
من هذا المنطلق كانت الحروب المستمرة علي الدعوة من اول يوم اما بسبب اختلافات قبليه او حقد دفين او تضارب مصالح لان الدعوة بقواعدها الجديدة ستجعل بنو هاشم افضل القبائل
وستزيل الفواصل بين الساده و العبيد و تغير الوضع الاقتصادي و الثقافي للمنطقة فستتوقف تجاره و صناعه الاصنام و ستلغي المعلقات و سيتوقف الشعراء وهو الجهاز الاعلامي في ذلك الوقت و ستبطل نبوءات اليهود بل و ايضا غيرت في مفاهيم اهل المدينة بعد الهجرة و فقد عبد الله بن سلول منصبه كملك متوج للمدينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق