لمن أهب شعري؟
دروب العشق،كلماتي لكل الشفاه،وأشجار الجوز خريفها قد حل،أحمل خطاب الأحلام، أسارع الخطوات بدوامات الغروب، أصعد و أغرق ذاتي في نسيج العنكبوت، يلهبني غروب تسلل إلى غرفة الوحدة، أحكي حكاية الشجر للغاب، والغيوم تسرد قصص من كانوا أعشق الأحياء، أسمع صوتي للحظات ، ألاحق الضباب، وحفيف الكلمات بشرود تخاطبني و تسائلني: لمن تهب شعرك؟ أحرقتني صدود القوافي، ومن نبيد الأموات ارتشف كأس المآسي، دموعي كلمتني، حين تحطمت مجاديف زورق الحياة، كلما حلت تلك الليالي السوداء، خريف متجمد يوشك و ينبأ صقيع الشتاء، وجليد الذكرى بحيرة بلا ماء، أحزان أكاليل سمراء، علقت على جدران الهضاب الخضراء، فهل الندى يهدى بغير عبير الأشعار والقافيات؟
عشق مد و جزر، و الجدور آهات و أنين، أقطف من الصحراء زهر الصبار، فيناديني شجر الأتل كفاك كفاك، فصليل الجنون نبات، منهك وأرتاح بخوذة قدمتتي إلى الأمام، أقدم جرة ماء للعطشى، علهم يعرفون من أنا، لأن العميان تعرفوا علي من قبل ومن بعد فوات الآوان، حف غصن العمر بهاته الحياة،ضرب جدور أيامي بأرض صحراء، أباكي الصمم في الخلوات، مجبنتي بها ضوء يكلم نجوما بعيدات، أمتلك فؤادا مرت عليه، ألوان الخيبات، أسكن بوجداني والوجدان به كل الصفات، سأل غيمي العاصفة وقال : لمن سيهب شعره؟!
ما بال حمرة السماء تضللني بكآبة خيبة الأحلام؟ أحتوي آلاف الصفعات، والصمت نظرة العيون السوداء، أخيط من ورائها أسمالي وازدريها بالهجر و الصد، هي أيام اللسعات ، أموت بكل الأوقات، بكت الشمعة سرا، وصوتها أعذب النغمات، أطربت به الدمع و البسمة بسر، ليس كباقي القصات، حذثيني عن يد تعرف الأيادي، وبلغت سدة الكعبات، ولم تلمس أوثار الغيتارة عند عزف أنشودة العشق أغنية، مهداة إلى الملكات و الأميرات، بتلك الغرفة التي نمت عليها سواعد و أكتاف رياح الخيبات، وتسلقت كل أدراج الذات، أقرع طبول الوصمات تبرا دمعا،لقد أصدرت نار العشق هذا السؤال: لمن أهب شعري؟
لم أبصر و أنا أرتدي نظاراتي، كنت أطالع فصل ملحمة الإنتحار، بشارع الشعراء أشواك تزهر كل شتاء، كبرت فضعف بصري هي سنة كل الحيوات، إه الموت منذ البدايات، أوجعني حرفي بفخ الشعر، أصطاد كل القوافي و الكلمات، جروح أوهامي اندملت بكل الأبيات، هزيمتي أنني طرحت هذا السؤال: لمن أهب شعري؟
أنفي ياسمين الإكليل في صحراء الأمنيات، افسر أحلامي على أنها سوى أضغات أحلام، سجني أشبه بقصور ملحمات العشاق، أنين و آهات، وما هي سوى حروف وكلمات، كي أعيش يجب أن أموت بالعشق آلاف المنيات، خطيب على منب، أعلن { العشق حتف بكل اللغات}، تنام كل المقل و يبقى صدى هذا السؤال يتردد حوالي الهضاب و التلال و الجبال؛ لمن أهب شعري؟
بقلمي (أبو سلمى)
مصطفى حدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق