عامٌ جديدٌ قد أتانا حاملاً
معه الأماني والبشائرَ والوعودْ
في جيبِه وضعَ الهدايا للورى
فتفاءلوا كيما نحثَّه أن يجودْ
هو يقطفُ الأزهارَ من روضاتِنا
حتى يُقدِّمها لنا ..فرِحاً سعيدْ
فإذا تيبَّست الزُّهورُ بأرضِنا
وأتتْ عليها عاصفات من جليدْ
وغَدتْ حدائقُنا خراباً مقفِراً
وقلوبُنا مثلَ الحجارةِ أو حديدْ
وتعفَّنتْ أرواحُنا بصديدِها
وطغى على أكبادِنا شرٌّ مبيدْ
وتشوَّهتْ أفهامُنا فتدنَّستْ
ماتتْ ضمائرُنا من الغِلِّ الحقودْ
فأتى إلينا العامُ يجمعُ غَلَّةً
فإذا ببيدرِنا ثعابينٌ ودودْ
وحقولُنا ذهبَ الجرادُ بزرعِها
والشَّوكُ عرَّشَ فوق أشجارِ الورودْ
وبيوتُنا أمستْ مقابِرَ بعضِنا
والبومُ ينعبُ باكياً منْ في الُّلحودْ
فإذا بعامِ البشِرِ يمضي بائساً
متحلِّلاً من كلِّ أزهارِ الوعودْ
هلاَّ وعَينا الدَّرسَ ممَّا قد مضى ؟
فلنشتُلِ الحبَّ ابتداءً في المهودْ
ولنفرشِ الدنيا وِفاقاً عادلاً
وأُخوَّةً تبني السَّلامَ على عهودْ
ولنقلَعِ الأضغانَ من أكبادِنا
ولنزرعِ الجنَّاتِ بالسِّلمِ الودودْ
فإذا أتى عامٌ جديدٌ نحونا
يلقى البيادرَ مفعماتٍ بالورودْ
فيوزِّعُ البركاتِ أزهاراً لنا
ويعمُّ خيرُ الله أفراحاً تسودْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق