الثلاثاء، 23 يناير 2024

نداء القدس بقلم محمود علي علي

نداء القدس
"""""
القدسُ نادت وصوت الحقِّ قد نطََقا
وصادقُ الوعدِ في الأقوالِ قد صَدَقا

معراجُ خيرِ الورى والخلقِ أحمدُنا
أسرى بليلٍ إلى عليائها ورَقا

مهدُ الرسالاتِ والأقصى يُزيّنُها
من زارَ قبتَها من ذنبهِ عُتِقا

وراحَ فيها مدى الأيامِ يسكُنها
إذ عافَ فانيةً واستأنسَ الشُقَقا

ياثالثَ الحرمينِ يامُناي فهل
أحظى بيومٍ إلى لقياكِ مُفتَرَقا

توشّحَت في ظلامِ الليلِ واندثرت
فيها المعالمُ والزيتونُ قد حَُرِقا

لا غيمُ يهمي ولا طلٌّ يرافقهُ
والأرضُ عطشى ونهرُ النيلِ مارَفَقا

أوصالها قُطِعَت في مديةٍ شُحِذَت
والعربُ لاهيةٌ قد جمّعوا الوَرَقا

أرضُُ الطهارةِ باتَ الجرحُ يؤلمَها
من سوطِ طاغيةٍ للعرفِ قد خَرَقا

أنينها اليومُ فاقَ الصوتَ سرعتهُ
من هولِ ما انتابها من حانقٍ حَنَقا

ياأمّةَ العربِ هل ماتت ضمائِرُكم
أم حاقَ ليل عبوس كحَّلَ الرَمَقا

أوّاه ياقدسُ فالأعرابُ غافلةُ
مليارُ عدّتهم قد فرّقوا فُرَقا

غطّوا بنومٍ كمثلِ الهيمِ في زربٍ
لهم شخيرٌ كصوتِ البومِ إن نَعَقا

والذئبُ يرتعُ لا حراسُ تردعهُ
والشاةُ مدَّت إلى أنيابهِ العُنُقا

عاثوا الفسادَ بأرضِ الطهرِ ما انكفؤوا
أزلامَ صه يونَ مِنْ أصلابِ مَنْ فَسَقا

فتيانُها قُتلوا والشيبُ كم صُلِبوا
في الأسرِ كم مكثوا وكم دم هُرِقا

والدارُ تندبُ من في النعشِ قد وضعوا
والأمُ ثكلى على طفلٍ لها زُهِقا

لمّا دعا الداعِ جاؤوها على عجلٍ
بُعدُ المسافاتِ ماسدَّت لهم طُرُقا

لبّوا لداعيهِ ماكلّوا وما وهنوا
وأوصدوا الضيمَ إن باباً لنا طَرَقا

أشبالُ ليثٍ تراؤوا في العرينِ وما
نامت عيونُهمُ إن مارقاً مَرَقا

كالسنديانِ بوجهِ الريحِ قد صمدوا
مهما الأعاصيرُ منها اسَّاقطت ورَقا

صُدّوا غزاةً وأردوا كلَّ طاغيةٍ
أشلاؤهم مُزّقَت كالثوبِ إن مُزِقا

دواعشُ الكفرِ مع طاغوتها اندحروا
كُلْحُ الوجوهِ فبئسَ الوجهِ إن فَسَقا

غارت عليهم صناديدٌ مدجَّجَةٌ
بكلِّ حزمٍ كلمعِ البرقِ مذ بَرَقا

من أرضِ فارسَ أبطالُ الوغى قدموا
رفاقُ دربٍ وكانوا خير مُرْتَفَقا

وحاملُ النعشَ لا تضنيهِ مَعمَعةٌ
يومَ العراكِ وجفنُ العينِ ماأرِقا

وراحَ عزمهُ بالإيمانِ مُنتَصِباً
وأشهرَ السيفَ في يمناهُ وامْتَشَقا

في كلِّ ساحٍ تُرى كالطودِ هامتهُ
سهامُ موتٍ على أعدائه رَشَقا

يافارساً ماكَبَت في الساحِ مهرتُه
أورثتَ فينا شموخَ العزِّ مُستَبَقا

لبّاكِ ياقدسُ والجنّاتُ مطلبهُ
وفي سواها شغافُ القلبِ ماعَلِقا

بالروحِ قد جادَ والأوداجُ ما بَخِلت
وعمّدَ التربَ بالقاني وما سُبِقا

ونالَ بالسبقِ في الإيمانِ مكرُمةً
وباتَ كالنجمِ في عليائها سَمَقا

فالسابقونَ لهم في العزِّ منزلةٌ
مانالها غيرهم من لاحقٍ لَحِقا

هذا الشهيدُ جنانُ الخلدِ تطلبهُ
جبينهُ البدرُ نورٌ راحَ مُؤتَلَقا

في روضِ قدسٍ وبالأشجارِ وارفةٌ
والمسكُ يهمي وفي أرحابها عَبَقَا

فيها من الخيرِ ما لا أذنهم سَمِعَت
والعينُ ما نَظَرَت مِن مِثلِها ألَقا

زنجانُ تبكي على المقدامِ قائِدُها
ذاكَ الرضيُّ الذي من تُربِها انبَثَقا

جودي عليهِ بلطمِ الخدِّ عن كَثَبٍ
بشراكِ طوبى بيومِ الحشرِ قد وثِقا

زنجانُ صبراً جراحُ الأمسِ ما فُتِقَت
فالجرحُ أزمن في الأيام ما رُتَقا

ماضونَ في الدربِ عهدُ اللهِ يجمَعنا
لا يخلفُ الوعدَ من في حبلهِ اعتَلقا
                       
حتى نحقّقُ ما نبغيهِ من أربٍ
نسترجعُ القدسَ من باغٍ لها اسَتَرَقا

ثمَّ الصلاةُ على المختارِ سيدنا
ما أغربت شمسنا أو نورها شَرَقا
محمود علي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...