تراقصُ الريح كالطير في طربٍ
كبلبلٍ أضناهُ الشوق قد صَدَحَ.
تُصغي للحن الرعد في جنحها
غداةَ القلب بالآلام قد نَضَحَ.
والشَّعرُ يلهثُ خلفَ فاتنةٍ
كمزمار داوود للقطيع إذ سَرَحَ.
ما للياسمينة البيضاء ذابلة ؟
كأنَّ الغيثَ للأغصانِ ما رشَحَ .
ما للملائكةِ وصالنا قد نسيت ؟
كأن الله بالوصال ما سَمَحَ.
يا للسوسنةِ تبخلُ بعطرها
لو جادت أطيب الطيب ماسَنَحَ.
لو تدري ما في الروح من شجنٍ
لعطَفَت كقطرٍ من صدرِ أمٍ رَشَحَ.
تبكي فلا تبدي منها ملامحها
كأن الدمع في المآقي ما سَبَحَ.
يا للنرجس يبكي وهو مبتسمٌ
لربوةٍ يشكوها سرَّاً قد فُضِحَ.
من حُمرةِ الخدَّين للنعمان شاكيةً
بوارح شوق في العينين إتَّضَحَ
والنعمان كثغر الشمس لو سقطت
في حضنِ الأفقِ الذي جُرِحَ.
تبدي منها لَهَفاً على لَهَفي
فوالهفي على أصغرٍ من صدري نزَحَ
تبكي كوردة في خمائلها
وترقص رقص الطير لو ذُبِحَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق