قصة*
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
🍊🍄
النقودُ تلسعُ جيبه لا تقف !!
بين صناديق العنب الأصفر ، و البنفسجي الفاتح و الغامق ، و الأسود محتااارة !!! لِمن تتوسل أن يأخذ منهُ قبل أن تفسد الكمّيّة الفائضة تدعو للخوف !!
بألفِ يا ويل ، و حيلة قد نفقت كمية الإجاص ، و دستهُ هنا ، و هناك للآخرين اليوم عيد نوروز الكل منشغل . .
لِمن تعطيهِ ؟ ! بعضهم التحم بالفرقة المسرحية للفنون الكوردية يدبك . .الفتيات يتنزهنَّ بالأزياء الزاهية البراقة . . أجواء العيد مسيطرة . .
مَن يُفكر في معدتهِ !!
الناس سعداء بالطقوس . .
حيث زوجها المسرف بلا هوادة بجنونٍ يضع العقل في الكف من الدهشة !!
تميدُ أعماقها . . انفعالات لا حصر لها !!
العرق يتصبب من جبينها ينز من مسام جسدها . . تهابُ الله تُقدِرُ النِّعم تخشى أن تفقدها بسببه ، في حين غمرة بجانب صناديق الفلين المتكدسة لمحتْ أخاها ماراً يبدو أن مديرهُ في قسم الطوارئ هاتفهُ ليهبط على عجل . . مستعجلٌ هو . . أرغمتْ وقوف السيارة ترجوهُ بشدة أن يتناول بعضها ليأخذه لزملائه العمال الذي بدورهِ انزلقَ من كرسي السيارة حيثُ تتجهُ إليهِ بشجرة كاملة من العنب الملون البنفسجي بلونيهِ الفاتح و الغامق ، الأصفر ، و الأسود مقتلعة من الجذور ، قد اشتراها الزّوجُ التّعيسُ الذي يهوى التبذير و الإفراط " تسوق فاحش " شراء ما يلزم ، و ما لا يلزم . . !
صُعِقَ هو من مكانهِ ، و الشجرة تندفع نحوهُ بين ذراعيها المهرولة إليهِ !!
يالَ هول الصدمة !! سلمتهُ الشجرة بالجذور ، لم تلبث السعادة جزءاً من الثانية حتى نكصت على عقبيها . . تتوسل المارة قبل أن يفسد . . تستفيد أجسامهم منه ، و تؤجر عند رب العباد قبل أن يغدو وبالاً ، و تنطبق عليهم الآية الكريمة " إنّ المبذّرين كانوا إخوانَ الشّياطين " العياذ بالله
على صدى صراخها المفزع انتبه
أنَّها انهارت لهول المشهد؟ !
التي بوغتت بصناديق فلين بيضاء . . كميات مهولة أخرى من البرتقال على مد البصر . . !!
قفزَ الأخ حيث تسمرتْ هي دون حِراك
ملامح محطمة . . هذا المعتوه الذي تتكبد نتائج فِعالهِ المضطربة منذ عشرات السنين
رمى الأخ شجرةَ العنب أرضاً بين أكوام الصناديق التي شدَّ ما تجتهد . . منذ سنين طويلة ترزح بالأعباء منحصرة في المطبخ ، تشعر بالمسؤولية بينما الزوج المغيب بلمح البصر يزيد الطين بلة . . قفزات جنونية متأثراً بأختهِ المتورطة " المصيدة " التي لا فكاك منها . .
أهدرت العمر بين المؤونة ، و كأنَّها معمل كونسروة لا يغمض لها جفن حتى تهرع إلى الخيار قبل أن يذبل ، الفليفلة الحلوة و الحادة المحمّرة قبل أنْ تهترِىءَ من الحرارة . . الخضار متراكمة متناثرة حتى فوق السطح ، غرفة النوم البامية معلقة !!
الباذنجان الأسود ينتظر الحفر و التجفيف قبل أن يفسد ، الكوسا منفوشة إلى القمامة و بئس المصير فاضت . . يلزمها عمال بلدية خاصة بها الذباب . . الحشرات . .
النمل يتكاثر 🐜 عصير البندورة ملتصق بالجدران . . الأمور خارج السيطرة
امرأة اعتيادية ليست سوبر مان حتى تنجز أعمالاً تفوق الطاقة !!
جوفَ المشهد المزري " المأساة الملهاة " تذكرت حلقة المرايا للفنان ياسر العظمة " جرن الكبة " حيث يلهي زوجتيه من خلال دق اللحم في الجرن يومياً لصنع " الكبة " المراد أن يُنهِكهما من الضحى إلى المساء ، فيرتاح باله . . !
الأخ فاقد الأعصاب بغضبٍ يقفز عالياً بكامل قوتهِ يفعس . .العصير تحت الجزمة الثقيلة يسيل ، و الحبّاتُ تُدَاسُ . . ! !
فات الأوان النِّعمة هُدِرَت
توووووت . . تووووت زمور عصبي . . صبر سائق السيارة المتعطل نفذ
وسط تلك الفوضى ، و العصبية تحدقُ في العنب المفعوس " مشهد صادم بالنّسبة إليها . . !!
صراخها يشقُ الأفق !!!
الأخ باعتقاده أنقذ أختهُ أسعفها بالحل !
بينما صدى صراخها الجريح يترامى في الأرجاء بوجع :
- إنّ المبذّرين كانوا إخوااااانَ الشّياطين
إنّ المبذّرين كانوا إخواااانَ الشّياطين
......
...
الزوج لا يتفاعل سيجارتهُ بين شفتيهِ المحترقتين لا يبالي ! !
في عالمٍ موازٍ يعيش " ضلالات " على مَن حوله أن يتجشم لا منطقيتهُ ، و مَن سوى الزوجة . . !!
التي ولجت المصيدة باسم " الزواج " تصارع الموت حيث شرع الله يفسر على أهواء الناس !
- الزواج حلال أما " الطلاق " عار و إن كان بؤرة جحيم ، فالإنسان لا يبرز معدنه إلا بالعشرة
الجموع الببغائية إعتادت أن تردد :
- الزواج قسمة و نصيب !
يباغتُ الأنثى بالأسوار لا إرادة أمام هذه الجيوش الهادرة " مجتمع " سيل بأكمله كيف لها التصدي ؟ !!
الأمر أعقد من معمل الكونسروة في بيتها المزعوم في كنف الشبح الموازي لكل شيء إلا المنطق
حيث انفصال الرجل أيسر بكثير يلفق له ألف عذر ، و شرع عكس . . الأنثى !
الكاتبة الروائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق