يا زمن قاسي ألا تسمع عتابا
كم خاطبته أبداً لايهتم لخطابا
يعد الأيام على العمر مضاعفة
لقد غادرت قسراً مرحلة الشبابا
لم أرى في ذلك تصريفاً جديداً
فلا عودة من كهل عاش العذابا
إن كان الثواء على الوحيد داء
لارجاء في لقاء لو جمع له ركابا
الهموم تتجمع ليلا ترقب حلماً
أغرب من غرائب الدنيا إغترابا
عجوز يستطعم أنس الحواري
لو أمطرت عليه حجر السحابا
إصرار على الأفعال بأشد حزماً
سواء أخطأ أو تأكد له الصوابا
تلك هي المشاعر تشتعل ناراً
كل نفحة منها لصدره التهابا
كم حبيب شاب خان عشرته
وكهلا أقفل على قلبه كل بابا
عجبت لهذا التناقض مستريبا
كيف يصنع حافظ سر إذا إسترابا
كأن الدهر يحمل له ضغينة
فلا يحسب لعمله الخير ثوابا
لو نصح الزمان معه وكان حراً
لرأيت إخلاصه للصديق عجابا
وما ضاقت عليك الأرض إلا
لتعلمك الصبر في تحمل العذابا
لاتفكر في رد العقاب لمن خانك
تركه يزيد عليه عذابا وإكتئابا
من المؤسف أن تعيش بين ناس
أغلبهم ذئاب إختر جيداً الصحابا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق