من ذكرياتى : د/علوى القاضى.
... * أدبه سبعا ، ثم علمه سبعا , ثم رافقه سبعا ، ثم أطلق له الحبل على غاربه *
... أبى كان معلما من جيل العلماء والعظماء والقادة وكم من أجيال تعلمت وتخرجت على يده وأصبحت فى خدمة نفسها ومجتمعاتها
... أدبنى أبى فأحسن تأديبى وعلمنى فأحسن تعليمى :
... أن ( أكون قنوعا) فأرضى بأقل مصروف ( المليم والقرش )
... أن أسير (فى سبيل العلم) إلي المدرسة ذهابا وإيابا ( فى حر الصيف وبرد الشتاء ) طوال السنة الدراسية كاملة
... أن (أكون جلدا صبورا) إختبار المنهج كامل من الجلده الي الجلده بلاملازم ولامدرس خصوصي ولاخيارات وأن أكتب القطعة ١٠ مرات بلاكلل ولاملل ، وأحل المسائل علي السبورة أمام الطلبة بلاحرج
... أن أكون (قوى الشخصية) وأشارك المجلات الحائطية والنشاط الإذاعي والمسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية وكلى ثقة فى النفس
... أن أكون (قويا) لاأنهار نفسياً من عصا المعلم ولاأتأزم عاطفياً من ظروف العائلة ، ولاتتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا
... أن أكون (متحملا راضيا) فلاأتمرد على ظروفنا المادية فلم أدخل مدرستى بهاتفى المحمول ، ولاأشكو من كثافة المناهج الدراسية ، ولاحجم الحقائب المدرسية ، ولاكثرة الواجبات المنزلية
... أن لا (أعتمد على أحد) فلم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا ، ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية ، وكنا ننجح بلا دروس تقوية ، وبلاوعود دافعة للتفوق والنجاح فكانت دوافعنا داخلنا
... أن أكون (جاد ومحترم) فلم أرقص على أغاني السخف ، وكنت أقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه
... أن أكون(واثقا فيمن حولى) فأأمن بوائق بعضنا فكنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان ، ولم أخش مفاجآت الطريق ، ولم يعترض طريقى لص ولامجرم ولاخائن
... أن (ألتزم بالنظام) وأعيش براءة الطفولة ، فقد كنا ننام عند إنطفاء الكهرباء في فناء المنزل ، ونتحدث كثيراً ، ونتسامر كثيراً ، ونضحك كثيراً ، وننظر إلى السماء بفرح ، ونعد النجوم حتى نغفو
... أن (أحترم غيرى) فقد كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح ، ونٌحيي المعلم والشرطي بهيبة
... أن أتحلى (بالأخلاق الحسنة) فتربينا على المحبة والتسامح والصفح ، نبيت وننسى زلات وهفوات البعض
... أن (أقدس الكبار) من المعلمين والٱباء والأمهات فقد كان للوالدين في داخلنا هيبة ، وللمعلم هيبة ، وللعشرة هيبة ، وكنا نحترم الجار ، ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة
... أن أحترم (الخصوصية والنظام) فهناك ساعه قيلولة للاب بعد الغداء ، فلا يجرؤ أحد منا على الكلام بصوت عال بالبيت ، وكان موعد التلفاز السادسة مساء ثم افلام الكارتون ، ثم المسلسل و الأخبار ومن بعدهم النوم الساعه العاشرة كأقصى موعد للسهر
... أن أكون (شجاعا وقويا) فأتقبل العقاب فلم أنهار نفسيا من عصا المعلم ، ولم أتأزم عاطفيا من ظروفنا العائلية و لم نتربى مع المربيات عند السفر ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا
... أن اكون (صبورا) فلاأشكو من كثافة المناهج الدراسية ولامن حجم الحقائب المدرسية ، ولامن كثرةالواجبات المنزلية
... أن أتحلى (بالذكاء والثقافة) وأتعود الصبر حتى أصل للحلول فقد إجتهدنا في حل الكلمات المتقاطعة ، وفي معرفة صاحب الصورة ، وفي الخروج من طريق المتاهة الصحيح
... أن أتصرف ب(تلقائية) فقد كانت تفاصيل يومنا عفوية جدا
... أن ألتزم ب (النظام) فوقفنا في طابور الصباح بنظام ، وأنشدنا السلام الوطني بكل طاقتنا
... إهداء لمن عاش فى هذا الجيل وتلك اللحظات الجميلة ، والرحمة والمغفرة للجيل الذي ربانا من جيل عاش وترعرع على الرقى والاخلاق والأدب
... رحم الله أياما كانت جميلة نقية بأهلها ومبادئها وقيمها
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق