°°عبد خلف حمادة
::::::::::::::::::::::::::::::
أمي أراكِ العيدَ أنتِ نبضهُ
يا فرحةً تزهو بها الأشياءُ
معنى الوجودِ و سرهُ والمبتغى
والدفءَ إنْ حزَّ العظامَ شتاءُ
بدراً ينيرُ الحالكاتِ مِن الدجى
إنْ غابَ بدرٌ ليسَ ثَمَّ ضياءُ
و دعامةُ البنيانِ أنتِ والصُّوى
إنَّ الطريقَ بغيرها عرجاءُ
فيكِ حياةُ الروحِ يا كلَّ المنى
يا مَنْ إذا تدنو الخطوبُ وِقاءُ
يا قبلةَ الأشواقِ يا أسَّ الهوى
وقصيدةً حارتْ بها الشعراءُ
اللهُ أوحى في بديعِ بيانهِ
برٌّ معَ التوحيدِ ذاكَ سواءُ
شهدتْ لكِ الأجيالُ يانبعَ الوفا
لَعَظِيمُ فضلٍ يُنطِقُ العجماءُ
الأمُّ مدرسةٌ و شاهدُ قولهمْ
ذاكَ الذي أدلوا به البلغاءُ
وَ هل الربيعُ سوى عطاء أمومةٍ
وَ بهِ سروراً تكتسي البطحاءُ
آذارُ يا شهرَ السعادةِ والرضا
مسرورةً تزهو بكَ الأرجاءُ
شرفاً أضافوا الأمَّ عيداً للورى
فالأمُّ في تاجِ العُلا الطغراءُ
فمباركٌ للغالياتِ بعيدهنْ
وَ لِمَنْ قَضَيْنَ إلى الإلهِ دعاءُ
يا ربُّ ارحمْ مَنْ رحلنَ جميعهنْ
وَ روحَ والدتي إليكَ رجاءُ
أمُّاهُ لم أنسى العهودَ وَ.لم أَحِدْ
و الحزنُ مني مفرشٌ و غطاءُ
يا مَنْ لديكَ الأمُّ لا زالتْ هنا
لديكَ كنزٌ وافرٌ و غناءُ
الزمْ رضاها و اغتنمْ أيامها
بذهابِ أمكِ تعصفُ الأنواءُ
أمسيتُ في فَقْدِ الحنونةِ تائهاً
صِفْرَ اليدينِ بصيرتي عمياءُ
كانتْ سبيلَ الرُّشدِ مفتاحَ الغنى
فجميعنا مِنْ بعدها تعساءُ
إليكَ نشكو يا إلهي فقرنا
فحياتنا برحيلها ظلماءُ
إني أباركُ للأمومةِ عيدها
ما حاجةُ التحديدِ يا رفقاءُ
لولا وجودُ الأمِّ ما كان الورى
وَ صلاحُ هذا الكون والنعماءُ
تاجُ الفخارِ على الرؤوسِ نساؤنا
و.وصيةُ العدنانِ يا أبناءُ
فالبرُّ ثُمَّ البرُّ الزمْ يا فتى
فجزاؤهُ الجنَّاتِ لا إبطاءُ
::::::::::::::::::::::::::::::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق