بقلمي :سليم بابللي
من البحر الكامل
=============
تَرغي و تُزبدُ في المواقِفِ دائما
مهلاً تَروّى لستَ و حدَكَ صائما
الصّومُ في ضبطِ النفوسِ و لجمِها
لا أن تسيرَ على ظلامٍ هائما
النفسُ مِن أطباعِها أمّارةٌ
بالسّوءِ أنّى ما يكونُ مُلائِما
مَنْ سارَ في فلكِ الصيامِ مجاهِدٌ
مِنْ منبت الأطهارِ جاءَ علائِما
الأصلُ يطفو في النفوسِ سَجيَّةً
ما ضَرَّها إن باتَ ليلاً نائما
و إذا المراكبُ في المياهِ تحطّمت
خشبٌ لِدَهرٍ في التلاطُمِ عائما
الوعيُ إن لاقى هياجاً يختفي
و الحمقُ ينصبُ للشرورِ ولائما
الحبُّ و الإصلاحُ محملَ مقصَدي
إني لعمري ما أتيتكَ لائما
السعدُ يُشرقُ في نفوسٍ سمحَةٍ
و الشُّؤمُ يتبعُ في الهوى مُتَشائما
و تراهُ يرتادُ الأحيحَ مَطِيَّةً
فوقَ الشّواطِئِ كالنوارسِ حائما
الخيرُ يبدو غائباً في متنِها
حاكت نجومَ الظُّهرِ يوماً غائما
الدَّهرُ يمضي لونَ كَرهٍ أو رِضى
طوبى لمن حبلَ المودةِ قائما
الصّومُ نصفَ الصبرِ في أبعادِهِ
و الصّبرُ يُعطي للصِّيامِ دعائما
يبني صُروحاً للترابُطِ بيننا
و يُزيحُ مِن دربِ الحياةِ جرائما
و قرائنٌ في الدَّربِ تَغلُبُ بَعضها
سبَقَ الصِّيامُ إلى النجاحِ عزائما
الصَّبرُ نِصفَ العقلِ لا بل كُلّهُ
بلَغَ النِّصابَ إلى الكمالِ تمائما
و بدونِهِ جَنَحَ الصّوابُ عِقالَهُ
ساوت مُقاربَةَ الأُمورِ بهائما
فيهِ المعالمُ تستكينُ و تزدهي
و حمائمٌ دونَ الشُّهورِ حمائما
لو نلتَ ما في الأرضِ دُرّاً خالصاً
ما عادلت جُزءَ الصِّيامِ غنائما
فدَعِ الخلافَ و ما أتى مِن حاصِلٍ
و الشَّرَّ دَعْهُ إلى النِّهايَةِ نائما
و إذا الصيامُ تكاملت أركانُهُ
فاضت عُراهُ مِنَ الضِّياءِ نسائما
الصبرُ من شِيَمِ الكِرامِ علامَةٌ
إنَّ المكارِمَ و الخِيارِ توائما
بالقسطِ قوامونَ ما قَلَبَ الرَّدى
و على الصراطِ متى نظرتَ قوائما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق