أرق عازف قيتار مجنون
لاذ إلى جذع زيزفون
قلّب المواجع و أثار الشجون
تحررت ذكريات من السجون
في هذا البيت ولهان ملتاع
ينهشه الحنين نهش الضباع
تماهى مع العزف و للشجن انصاع
تأججت أشواقه بين الحنايا و الأضلاع
و في تلك الغرفة أُسدل الستار
ما إن انطفأ النور حتى أضاءتها الأوتار
فُتح ألبوم ذكريات و صندوق أسرار
امتزجت عبرات ببسمات و نسيم أيار
في ذاك الفناء يتكئ شيخ عليل
يهز رأسه مع الأنغام و يميل
سرى الأمل بالشفاء في جسمه النحيل
علت ابتسامة وجهه السمح الجميل
و في تلك العلية تغفو أماني
استيقظت على وقع النغم و الألحانِ
ارتدت زيّ محارب و درع الفرسانِ
و رمت ثوب الخامل الوسنانِ
من تلك الشرفة انطلق صوت كالسهام
صارخا: اغرب عن هذا الحي فأهله نيام
قد أزعجت نومي و غدا عندي دوام
ذعر العازف و اختفى فورا في الظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق