السبت، 9 مارس 2024

عروس البحر بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
عروس البحر
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
وهو ينتظر بداية رحلة الصيد علي المركب التي ستنطلق خلال ساعة نظر إلي المنازل التي تحيط بالشاطئ و العمارات و الأبراج المشيدة علي الكورنيش لم يجد أحد من السكان في الشرفات يستمع بجمال المنظر وروعة البحر رغم أن هذا المكان يقطع له الزائرين مئات الكيلومترات للتمتع به و رغم أن هذا المكان يوصف بغلاء العقارات نظرا للفيو الخلاب المطل مباشره علي البحر كان يتعجب لماذا يدفع البشر كل هذه الأموال لإقتناء شقه في هذا المكان و لا يخرج أي منهم لأستنشاق اليود أو التمتع بهذا الفيو الرائع ربما ليس لديهم الوقت أو لديهم المشكلات التي جعلتهم لا يتمتعون بتلك النعمه التي يتطلع إليها الكثيرون من سكان المدينه و هي نعمه السكن الراقي علي البحر
عاد بنظره إلى الشاطئ و هو ينظر إلى تلاطم الأمواج مع كتل الأحجار المرصوصة بزخم علي الشاطئ و المسماة مصدات الأمواج
و عناد شديد من الأمواج بإستمرار أصطدام الأمواج بالأحجار و تقبل الأحجار هذا التلاطم القاسي في زمن الا ما لانهايه مع أصوات التلاطم شديدة الحدة 
أتجه بعينه إلى الفنار كم ودعه مرات عديده و هو حزين لفراق الأهل و كم كان سعيدا بأنوار الفنار عند عودته من رحله الصيد وما بها من رزق
يتغير في كل مرة رغم تشابه ظروف الرحلة
لعلها رساله أن الرزق هو سعي و مسعي و النتيجه المختلفة هي توفيق أو لا توفيق
مع بدايه الرحلة جلس يعد الشبك و أجهزه الصيد في تناغم غريب بين صوت الأمواج و صوت الموتور و هو شاخص البصر شارد الذهن يحلم بأن يتزوج عروس البحر التي سوف يقنصها في يوم من الايام من بين الأمواج
لا أمل له في الزواج من الأرض فكل الظروف ضده و الأمل الوحيد أن تخرج له عروس البحر في شباكه التي يلقيها في البحر لصيد السمك
مع كل مرة يلقي شباكه في البحر ينتظر الرزق و من بين الرزق كان يتمني أن تخرج عروس البحر التي سمع عنها كثيرا في روايات الصيادين
في شباكه و لكن في كل مرة كانت رغم سعادته بحجم و أنواع الأسماك التي يقوم بصيدها 
الا أنها كانت سعادة باهتة ربما لعدم خروج عروس البحر في تلك شباكه 
في وسط الأمواج أختفى الشاطئ و العمارات و البيوت و أكتحل المكان باللون السماوي الجميل 
فكل ما حوله من مياه و سماء و مدي تم طلائه بهذا اللون الهادئ 
ومن مسافات بعيده ينظر إلى السفن العملاقة التي تشق الأمواج ذاهبه إلى كل موانئ العالم و يتمني أن يعمل علي تلك السفن في يوم من الأيام حتي يبتعد عن الأرض التي لم يحقق فيها أي هدف وكانت كل إنجازاته و مصدر رزقه و عمله من البحر 

عاد بمركب الصيد و أغلق المحرك و أستقر المركب علي الشاطئ 
نظر إلى البحر في حنين و شوق يأمل في الرحلة القادمة أن يلتقي بعروس البحر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أطفال الشّرقْ المذبوخة بقلم وديع القس

أطفال الشّرقْ المذبوخة ..!! شعر / وديع القس / قتلوا الطّفولة َ في مرامِ الحاقد ِ واستخدموها درعَ غلٍّ أسود ِ / قالوا الطّفولةَ : روحنَا وحيا...