د.عبدالواحد الجاسم
قبل اختراع وظهور وسائل التواصل الاجتماعي كانت النشرة الاخباريه هي المتنفس الوحيد لمعرفة الاخبار و كانت الجريدة والمجلة هما القناة التي توصل صوت الى الآخرين. لكن مواقع التواصل، تختلف عن الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، في قدرتها على تعميم الرأي ونشره، مهما كان تافهاً أو عميقا
ً لأن كل من يستطيع النقر على الكيبورد بات بامكانه إيصال صوته.
فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب، إذ بات الجميع يكتب للجميع، (وهو حق مشروع في الأساس)، لكن المشكلة تساوي العالِم والجاهل، بل باتت الكتابات الأكثر مشاكسة والأقل عمقاً والأضعف لغة، هي الأكثر تأثيراً وانتشاراً وتفاعلاً من الكتابات المهمة العميقة.
المعايير التقليدية في النشر
1- مستوى الكتابة ومستلزماتها البديهية، كاللغة وقواعدها، والإملاء والبلاغة، وفكرة الموضوع، وفائدة المنشور.
2- مساحة النشر العام؛ فبات المنشور ( البوست)، بصرف النظر عن مستواه، يصل الى آلاف، بل ملايين الناس، في كل زاوية في العالم، بينما كانت الكتابة محتكرة مهنياً ومحدودة جغرافياً.
3- مقياس التفاعل؛ فقد بات التفاعل مباشراً وفور النشر، عبر تسجيلات الاعجاب والتعليقات والرد والرد المباشر، وبصورة لا قيد ولا حد لها.
4- قدرة التأثير الاجتماعي؛ إذ باتت منشورات التواصل بصرف النظر عن كتّابها ومستوياتهم، قادرة على التحريك الاجتماعي بصورة هائلة، بما يوازي الخطب الحماسية التي كان يلقيها القادة وسادة المنبر.
5- ضياع المعايير الاخلاقية؛ فقد كان حجم قدرة الكاتب على التضليل والكذب والاختلاق والافتراء أقل بكثير جداً في عصر الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية؛ مما يحصل الآن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. فالكذبة اليوم، وإن كان صانعها ومطلقها إنسان بسيط؛ فإنها تنتشر خلال بضع ساعات، كالنار في الهشيم، وبجميع اللغات، والى كل زوايا الكرة الأرضية. وخلال نشرها وتعميمها، يندر أن يتوقف الناقلون عند التدقيق فيها وتمحيصها؛ إذ لا وقت لديهم ولا صبر، لأن ملايين البوستات تنشر يومياً، وأغلب الناس يستمتعون في نقلها وتعميمها، بل يتسابقون. وكلما كبرت الكذبة والإساءة؛ كبر معها حظها في سرعة الإنتشار وحجمه .
6_مصادر المعلومات اغلبها من جوجل وكثير منها خاطئه او منحازه الى رغبات الكاتب وقد تسبب ارباك في معلومات المتلقي .
7_سرعة اختفاء المعلومات وتأثيرها لحظي فاذا مضت ساعات تنتهي فاعلية المنشور ويبحث المتلقي عن معلومه جديده .
8_اغلب الحوارات والنقد تقابل بالاساءه والسبب جهل المحاور وقد يكون طفل او جاهل يكتب امام اسمه شهاده عليا واذا نظرت الى ماينشر تجد ضحاله في كتاباته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق