الجمعة، 29 مارس 2024

حكم القضا بقلم محمود علي علي

حكم القضا
""""
نَغَمٌ على وتر الزمان عزفته
        طُبِعَت على حَلَبَاتِه كَلماتي

غنّيت فيه لحن أنغام الصبا
        وسقيت روض الفل من دمعاتي

مرّت سنوُّ العمر إذ حكم القضا
        بغياب من أهواه عن روضاتي

عام مضى يتلوه آخر وانقضت
 من مثله عشر من السنوات

لاموا عليَّ أحبّتي صرف الهوى
        فشربت دمعا صافيَ العبرات

آليت أنيَ لا أتوب وأنثني
        إذ زاديَ التهتان من غيماتي

غلّقت بابيَ لاأريد ملامة
        حتى سَدَدتُ منافذ الطرقات

تالله ماكان الفراق بخاطري
        أو رمت بُعداً عنكمُ بحياتي

رفقا بحالة من يروم ودادكم
        هلّا عذرتمُ حالتي بشتاتي

الليل عنديَ حالك بسدوله
        حتى النهار بحلكة الظلمات

لا نجم يسطع في سمائيَ بعدما
        غابت ثريّايا عن الشُرُفاتِ

زانت حياتيَ في الزمان هنيهة
        وازدان منها الند في الدوحات

ماكنت أحسب أن يغيبها الثرى
        وهي الثريّا في عُلا السموات

آه على ذاك الزمان وقد مضى
        كوميض برق أو كغيم آتِ

نمضي ويبقى البرق في لمعانه
        والدهر كالدولاب في الدورات

عَزَفَتْ على نغماته قيثارتي
        وترنّم الحسون في النغماتِ

زُفَّتُ عروسُ الحزنِ في أقفاصها
        واسّاقطت من وقعها ثمراتي

فلطمت خدّيَ بالكفوف وعلّمت
        إذ كان وقعه في الصميم بذاتي

تاهت وتهنا في مهبّات الهوى
        وغاب سعدي مذ فقدت فتاتي

هَذي هي السمراءُ هل لي مثلها
        سمراء في هذا الزمان بآتِ

بقلمي. محمود علي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب بقلم مريم أمين أحمد إبراهيم

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب طاف صدى صوتي ينادي أين من كان بالدار من أحباب ؟ اعياني طول انتظار الجواب  غفوت فإذا بالذكرى تجسد الماضي  فما ...