( dialogue )
بين الرسم والشعر
بعنوان
( ممنوعٌ من الدخول )
د جهاد صباهي
قالت :
وغمازتاها ترقصانِ على وجنتيها
لا تعبثْ بضفيرتيَّ الحائرتينْ
لا تقتربْ منهما
كي لا تُغضِبَ وسادتيْ
اعتادَتْ عليهما ساكنتينْ
الغيرةُ تُثيرُ جنونَها
قال :
ضفيرتاكِ ..
أأغضُّ الطرفَ عنهما
وسحرٌ يشدُّني إليهما
أردتُ أن أستأذنهُما
لأنصبَ بينهما خيمتيْ
وأكتبُ عنهما قصيدتيْ
عنوانُها .. أُحِبُكِ
قالت :
أنا من برجٍ يَصْعُبُ اقتحامُهُ
بالأمسِ أقفلتُ بابَهُ
رميْتُ في موقدِ الموجِ مفتاحَهُ
تجاربي في الحبِّ
دروسُ حِسابْ
جمعٌ و طرحٌ .. ضربٌ وعِتابْ
ماذا تُريدُ بعدُ من سرابْ ؟
قال :
أُحِبُكِ ..
أُريدُكِ وحياً لقصيدتيْ
يثورُ عِشقُها على السطورْ
أُريدُكِ فراشةً تُغنّيْ
في مهرجاناتِ الزهورْ
أُريدكِ وردةً يُنافسُ أريجُها
زجاجاتِ العطورْ
أُحِبُكِ ..
ردّدي حروفَها واسرحيْ
كتبتُها بأدمعيْ
خبأتُها في أضلعيْ
أُحِبُكِ
اجعلي منها آيةً
رتّليها قبلَ نومِكِ
ترسمُ لكِ حُلمُكِ
عانقيها بيدِكِ
دعيها تسكنُ قلبَكِ
لاتغربيْ
قالت :
لو كنتُ شاعرةً
لكتبتُ عن امرأةٍ ميّتَةٍ
كانت قمراً بين النجومْ
لو كنت شاعرةً
لقلتُ أشياءَ غريبةً
تُشبهُ بكاءَ الطيورْ
أنا رسَّامةٌ
ألعبُ بالألوانْ
أُزركشُ الوجعَ على الجدرانْ
أُعانقُ الفرجارْ
أُراقصُ الأقدارْ
أُعاندُ الذبولْ
أيغريكَ بعدَ هذا الدخول ؟
قال :
كيفَ لا يُغريني
وأنتِ القلبُ وأنتِ الوتينْ
كيفَ لايُغرينيْ
وطيفُكِ يُلاحقُني منذُ سنينْ
لو كنتُ رسّاماً
لرسمتُ مفتاحاً لبرجِكِ المقفولْ
أدخلُهُ لأبدِّلَ الحروفْ
أحذفُ الألفَ والسينَ من الحسابْ
أجمعُ بين قلبينا وأطرحُ العذابْ
لو كنتُ رسّاماً
لمسحتُ بريشتي نصفَ الليلِ
وتركتُ نصفَه الآخرَ
يضيئُهُ وجهُكِ الجميلْ
أنا شاعرٌ
لا أجيدُ اللَعِبَ بالألوانْ
علَّمني الحبُّ الكتابةَ على الحيطانْ
أكتبُ الأحرفَ الأولى لأسماءِ حبيباتيْ
اليومَ أمسحُ كلَّ ذكرياتيْ
لأتركَ فضاءً لقادمةٍ
ذاتُها من ذاتيْ
قالت:
خذ كأسكَ ..
وغازل بعينيكَ الجمالَ كما تشاءْ
املأ سطورَكَ بأحلى الكلامْ
ارسمْ على حيطانِ قلبِكَ كلَّ الحروفْ
واعشقْ كلَّ النساءْ
كلُّ النساءِ جواري
أمَّا أنا ..
في قلبي وعقليْ
تسكنُ الخنساءْ
قال :
أُحبُكِ ..
وحبّي قصيدةٌ تحسدُكِ عليها عيونُ النساء
حبّي ملحمةٌ يكتبُها ( امرؤ القيس )
مُزركشةٌ بألوانِ الجنونْ
حبّي كأسٌ ملأْتُهُ من رضابِ ثغرِكِ
وسحرِ العيون
حبّي عصفورٌ ينقرُ على بابِكِ صباحَ مساءْ
يحملُ إليكِ قلباً بائساً
لو أنكِ تسكنيه
لو أنكِ تلوّنيه
لو أنكِ ترقصينَ فيه
لو أنكِ تحضنيه
دافىءٌ
مثلَ شروقِ الشمسِ
مثلَ غيمةٍ تُظِلُكِ في ظهيرةِ صيفْ
مثلَ طوافِ الفراشاتِ
حولَ خصرِكِ النحيلْ
لو أنكِ تحضنيه
لاتدعِ الخوفَ يشوّهُ لونَه
لاتخنقيه
ستجدينَ فيه الدواءْ
فيه جنونُ الاحتواءْ
اقتربي بسلامٍ
السلامُ قبلتينْ
سحرٌ على الوجنتينْ
حمرَةٌ على الشفتينْ
التحامٌ بين حبيبينْ
السلامُ عِشقٌ وحياة
نبضٌ للقلبِ بعد مماتْ
قالت :
بدأتُ رسائلي إليكَ محاربةً
أُنهيها عاشقةً مهزومةً
تغرقُ في سحرِ كلماتِكَ والهوى
يأخذُني الشرودُ إلى وجهِكَ
ما أصعبَ أن أستفيقْ
وقلبي هائمٌ في العشقِ غريق
أحببتكَ بلا وعيٍ ولا عَناءْ
خذ كأسكَ
وغازلني كما تشاءْ
قال :
قادمٌ إليكِ
تُرافقُني (جاهةٌ ) من القُبَلْ
وسربُ حمامٍ
وحدائقُ غزلْ
أيها الظلامْ
دُلَّني على الطريقِ إليها
أُريدُ أن أنزلقَ قِلادةً
بين نَهديها
أُلملِمُ حروفي المتناثرةَ على شفتيها
يتوهّجُ جمرُ الشوقِ في صدريْ
أريدُكِ في قلبي
أتوّجُكِ ملِكَةً على عرشِ القصيدةْ
قبلَ أن تدنو من نهايتها
تحومُ حولَكِ تحتَ جنحِ فراشةٍ
تنتظرُ فرحاً يقطرُ من فمِكِ
قالت :
أُحِبُكَ
ثم أُحِبُكَ
ثم أحِبُكَ
ورسمتْ لوحةً على شفاهيْ
همسَتْ بأذنيْ
أتراقصُني ؟
أترغبُ في عِناقيْ ؟
هامَ القلمُ على أسطريْ
وتناثرتْ أوراقيْ
فكتبتُ على ظهرِها
بعيونِ أنامليْ
غمازتاكِ سلبَتْ كلَّ انتباهيْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق