الأربعاء، 17 أبريل 2024

حوارية ( 2 ) بقلم جهاد صباهي

حوارية ( 2 )
 ( Dialogue ) 
بين الرسمِ والشعر
     بعنوان
(عناقٌ في الخيال )
 د جهاد صباهي

قال :
سأرتدي عباءةَ نبيْ
وأقسمُ لكلِ حرٍ وسبيْ
لو وضعوا غمازتيها في يمينيْ
وعينيها في يساريْ
ماقبلتُ إلا قلبَها ملجأً
لدفءِ مشاعري الحالمةْ
وعِنادِ حروفيَ الهائمةْ
لقد بلغَ العِنَبُ مداهْ
وفقدَ الانتظارُ صِباهْ
سأهزُّ شجرةَ الحبِّ
أقولُ لأجراسِ المشاعرِ اقرعيْ
اليومَ نسيرُ على الصِراطْ
غايتُنا قلبُها المقفولْ 
نحررُ حلمَهُ المغلولْ 
نكسرُ قيدَهُ
نُعانقُ وجدَهُ
مفتاحُهُ المعلقُ على صدرِها مكاني
عليه عيونُ قصائدي
مِحبرتيْ .. وألوانيْ 

قالت :
من أنتَ
أأنتُ مَلَكُ البعثِ ؟
جئتَ لتعيدَ خريرَ الماءِ إلى دربيْ 
أأنتَ نبيٌ 
جئتَ لتمسَحَ بيوتَ العناكِبِ في قلبيْ
أأنتَ عاشقٌ ؟
أم ساحرٌ
أم شاعرٌ
جئتَ تخترعُ من رمادِ الحروفِ قصيدةً
يتعرّى القلبُ بين يديها
أأنتَ عرَّافٌ ؟
في جعبتِكَ فأسٌ يحتطبُ الحكاياتْ
تنقشُ إحداها على فنجانِ قهوتيْ
وتقولُ هذه قصتيْ

قال :
أنا المشرَّدُ بينَ عينيكِ والغرامْ
أنتظرُ ولادةَ براعمِ الكلماتْ
لترسمَ الفرحَ
على أكفِّ الليلْ
تحولُهُ إلى صباحٍ 
يحملُ إليكِ 
نجمةً يقطفُها من حديقةِ السماءْ
تروي لكِ حكايةَ عاشقٍ
منذ أن حطَّتْ عيناهُ على سحرِكِ
تجاوزَ حدودَ العقلِ
ومنذ أن أحبَّكِ
تجاوزَ حدودَ الطبيعةِ
ومنذ أن طافتْ يداهُ حولَ خصرِكِ
تجاوزَ حدودَ الله
عاشقٌ يشقُّ طريقَهُ إليكِ
حاملاً نحوكِ قلباً صدئاَ
علَّ شيئاً فيكِ يجلو صدأهُ

قالت :
لا تأبه لملامحِ قلبيَ المشردّةْ
هي غيرُ ما أشعرُ بهِ 
أغمضْ عينيكَ لترى بقلبِكَ .
في أعماقي أسرابٌ من الغبارِ
تُخفي تحتَها ضفيرتينِ مذهبتينْ
ما أن تفكُّهما 
سيتساقطُ الليلُ قتيلاً بين يديكْ
يترمَّلُ القمرُ
وتغرقُ النجومُ في السوادْ
حينها سأُحلِّقُ في فضائِكَ
بجَناحينِ من فضةِ الجنونْ
أبيضانِ مشعّانِ في الظلامْ
يبحثانِ عن كلماتِ غزلٍ تُقالْ
ما يُقلقني شفتايَ المرتجِفتانْ  
كلما حاولتا الكلامْ
يتوَّهجُ جمرُ المُحالْ
ويبدأُ عِناقُنا في الخيالْ

قال :
أنوثَتُكِ المتسربةُ من شقوقِ العِناقْ
أصابَتْ شفتيَّ بالإغماءْ
تساقطت أسرابٌ من القُبلاتِ 
لتملأَ الفراغاتِ بيننا
أسمعُ صوتَ زفيرِكِ يملأُ قميصيْ
يهمسُ لي
أأنتَ بخير ؟
تفرُّ الكلماتُ من رأسيْ
أختصرُ الكونَ بكلماتٍ 
وأنا أجثوَ أمامَكِ على ركبتيْ
أتقبلينَ بي عاشقاً
تسكنينَ قلبَهُ في السرَّاءِ والضرَّاءْ 
أتقبلينَ بي ناسكاً 
مُتَعَبِداً في محرابِ حبِّكِ
حُرِّمت عليه كلُّ النساءِ
أتقبلينَ أن يتحوّلَ عِناقُنا في الخيالِ
حقيقةً نعيشُها بعد عَناءْ
""""""""""""""""""""" 
سادَ صمتٌ رهيبْ
أُطفئتْ بعدَه الأنوارْ
ومن عناقِهِما
فاحَ عبيرُ الجلنارْ

د جهاد صباهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...