//أحلام اليقظة//
بقلم جليلة فريدي
في منعطفات الليل البهيم
تهنا في دروب المستحيل
أرقب خلف نافذة القمر وصلا دون لقاء
وطيفا في الحلم يرقبني
وكأن عيناه تأبى الفراق
ويداه تود لو تسترق من حضني العناق
وأنا في مقبرة وجداني
أقلب جثامين أحلامي
عجبا كم رائحتها زكية
وأنفض الغبار عن كفنها
وأشتم فيها طفولة بريئة
خراب داخلي لم يفهمه إلا من حطمته مطرقة الخيبات
كيف أبتلع آهات وشهقات كي لا أتوسل شفقة عيون غريبة
أرسم من رماد أحلام الصبا وجوها باهتة تؤنس وحشتي
لما مات الشوق شهيدا بطعنة الغدر والخذلان...
أتجرع أقداح السقم من قارورة قساوة الأيام والأنام...
أنظر بعين الانكسار لأحلام ذابلة ماتت في ربيع العمر
عواصف الهم كسرت مجاديفي
وابتلعت أمواج الحزن والأسى جل الأماني
غريقة ألفظ أنفاسي ومالي خبرةفي فن العوم ...
تنوح قصائدي على عمر رافقته الهموم والهزائم
قيثارة حزن عزفت على أوتار قلب مات قبل الأوان
الأحلام تساقطت على قارعة طرق في صحاري الزمن
تتصبب عرقا وتلهث بين تعثر وسقوط من أعلى جبل الواقع
وأنامل المشاعر تتحسس طيفا
بيد الشوق يدثرها حضن الحنين
تربث على كتف متعب من عثرات النصيب
وتمسح أدمعا بللت مناديل غربة الروح
جعبة الذكريات المحزنة تكتم أنفاس الذاكرة التي تأبى النسيان
ليتني كنت نائمة حتى لا تخنقني أحلام اليقظة وينتهي كابوس الحرمان
بقلم جليلة فريدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق