في الثقافة العربية الإسلامية والعالمية
:
حضارة الحلم، وتختلف الأحلام، بأنواعها
ف هناك أضغاث أحلام، وهناك الأحلام الشيطانية التي نستعيذ منها وهناك أحلام العقل الباطن أي اللاواعي وما تتمناه النفس الواهمة التواقة إلى تحقيق الآمال.
وأما الأهم فهو مدار بحثنا وهو الرؤيا الصادقة التي بشر بها الله أحد عباده. ف الحلم من جانب ديني هو بشرى من الله عز وجل لعبده وذلك لصلاح فعله وايمانه ويمكن للمسلم أن يرى الرؤيا فتتحقق في تغير وضعه وتحسن أحواله وترقيه في الدرجات الأيمانية او الأجتماعية وكذلك النفسية.
إن الرؤيا في تفسيرها تأول بعمقها ومدى رمزيتها لا بظاهرها بل بتمحيص عقلي يستند إلى مفاهيم علمية في تاريخ وعادات هذا التراث تراث الرؤيا أو الحلم، ب الأستناد إلى كتاب العلامة محمد بن سيرين وهناك تفسيرات أخرى، متوارثة في تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية كذلك يوجد العديد من الكتب الأخرى التي تعنى بمثل تفسير الأحلام.
فنجد هذه المفاهيم تختلف في متونها، وكذا الرؤى لهذه الرؤيا المضمنة، ولكل رؤيا مؤثراتها الخاصة لدى الفرد ك الشعور بالفرح أو الحزن،
ولعل تفسير يوسف عليه السلام لرؤيا ملك مصر نموذج ثابت في تاريخ الأمة العربية
حيث يقول ملك مصر:
إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ افتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون يوسف الآية 43
فقال الملأ:
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين يوسف، الآية، 44.
فقيل ليوسف :
أيها الصديق افتنا ففسرها وقال:
قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تاكلون
تقول الآية الكريمة ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا
يوسف، الآية 48 لقد استند التفسير إلى الحكمة ومعيار العقل والتبصر في حسن تدبير الأحتياطات اللازمة وجمع المؤونة حتى يؤمن مصر من هذه الجائحة التي يمكن أن تبيد شعب مصر آنذاك.
هذه الرؤيا من ملك مصر كانت سببا لخروج يوسف عليه السلام من السجن معززا مكرما وبالتالي فإن الرؤيا ساهمت في تغيير حاله إلى الأحسن وجعلته يتبوأ منزلة عليا ومقاما عظيما فصار عزيز مصر وكلف بإداره خزينة المؤونة وتدبير أمورها. وأما عن هذه الرؤيا فقد ارتبطت بما هو إجتماعي كأشد ما يكون.
كذلك رؤيا يوسف عليه السلام لذاته ب صفة النبوة حين قال :
يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين وقد تحققت رؤياه فعلا على أرض الواقع وقد حذره والده بأن لا يقص هذه الرؤيا لاخوته فيكيدون له كيدا. وهذا دليل على أن الرؤيا لا تتجاوز في تفسيرها اثنين لتجنب الحسد والغيرة والحقد. وقد تحققت هذه الرؤيا فكانت الشمس رمزا للأم والقمر رمزا للأب وأما الأحد عشر فترمز إلى اخوته وهي رؤيا رمزية بأتم معنى الكلمة.
لقد كرم الله تعالى سيدنا يوسف عليه السلام بعد معاناة كبرى وإبتلاء عظيم حيث سعد بلقاء أهله وهكذا اشتهر عليه السلام بمعجزة تفسير الأحلام أو الرؤيا والحكمة ورجاحة عقله في عصر الأساطير وكثرة العلماء والكهنة وسحرة المعابد.
وكذلك في رؤيا ابراهيم الخليل عليه السلام أنه ينحر ابنه اسماعيل عليه السلام فأخذه إلى جبل ليضحي به طاعة وإرضاء لله عز وجل الذي كان يمتحنه صبرا في ابنه رغم أن الصورة موجعة في عمقها إلا أنها كانت مفرحة في نهايتها فبشر ابراهيم بذبح عظيم من الجنة.
أما الرؤيا من جانب إجتماعي علمي فتكمن في هذه القصة المأخوذة من كتاب تفسير الأحلام محمد بن سيرين أن امرأة أثناء حملها رأت أن كوكبا يخرج من بطنها ويصعد إلى الفضاء ثم تناثرت اجزاؤه في كامل الأرجاء. فكان تفسير بن سيرين لهذه الرؤيا بأنها بشرى خير من الله عز وجل لأنها ستنجب ولدا صالحا وعالما فقيها حكيما يملك رجاحة العقل وسداده وسيكون إماما في صفوف الأمة العربية الاسلامية وهو مالك بن انس رضي الله عنه أما الأجزاء المتناثرة في كامل انحاء المعمورة فترمز إلى ذيعان صيته وشهرته وكذا كانت رمزية الكوكب المتفجر في، الفضاء تعني بروز عالم لا يشق له غبار في علم الفقه.
:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق