الاثنين، 15 أبريل 2024

المجرى بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
المجرى
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
لم يستطع الحصول علي عمل رغم حصوله علي الماجستير فقرر أن يستغل الوقت بدلاً من الجلوس علي المقهى أو التسكع في الشوارع في البدء في تسجيل الدكتوراه لعل من خلال ذهابه إلي الجامعة و ألتحامه بمجال تخصصه يوفر له فرصه عمل جيده تعوضه عما فاته، ومع بدء دراسته و تحضيره للرسالة ومن خلال تردده الدائم لمكتبه الكلية لاحظ تواجد سيدة ناهزت الأربعين تجلس علي كرسي متحرك تداوم علي القراءة و الأطلاع علي الكتب و الروايات المجرية و علم من خلال زملائه أنها أمينة المكتبة و قد كانت في أجازه لعده سنوات حصلتها خلالها علي الدكتوراه من المجر في الأدب المجرى. وأنها لم تتزوج حتي الأن لأنها وهبت نفسها للعلم و الأطلاع.
ظل يراقبها طوال اليوم و لاحظ في نهاية اليوم حضور فتاة أجنبية صغيرة السن تجر الكرسي المتحرك لتعود بتلك السيدة إلي منزلها ومن خلال متابعته لهما لاحظ مدي العلاقة الحميمة بينهما فهي ليست مجرد خادمة بل تعتبرها تلك السيدة صديقة ورفيقه علم بعد ذلك أنها من المجر و حضرت من الدكتورة سلوي لخدمتها و رعايتها و مساعدتها.
قرر نزار أن تكون رسالة الدكتوراه في الأدب المجرى و من خلال تردده علي المكتبة تعرف علي سلوي و طلب دعمها في رسالته، رحبت سلوي بطلب سعيد عندما علمت بموضوع رسالته ربما وافقت كسرأ لعزلتها و رغبتها في الأختلاط بالناس و ضجراَ من ملل القراءه طوال اليوم ومع الوقت صار سعيد يقضي معظم وقته مع سلوي في المكتبة يتجاذبان أطراف الحديث في كل مناحي الحياة و يشكو كل منهما مشاكله وأوجاعه للآخر.
و كنت تجلس بينهما اوليجا تلك الفتاة المجرية سعيدة بعوده البسمة و المرح لحياة سلوي المملة و الرتيبة والتي دخلها سعيد في غفلة من الزمن ليكسر حواجز الروتين و الصمت و الملل
ومع الوقت و بعد أن قطع سعيد شوطا كبيرا في رسالة الدكتوراه قرر أن يعرض علي سلوي عرضأ غريبأ
وهو أن يتزوجها هي و أوليجأ معاَ. 
تعجبت سلوي من العرض و لكن سعيد أقنعها بضرورة و جود أوليجأ معهما
حتي تستمر في خدمتها و توفر مرتبها لأنها ستكون زوجه سعيد خاصة في حال عدم زواجها سيأتي اليوم الذي ستتزوج فيه أو تعود إلى بلدها
كان الوضع صعب بالنسبة لسلوي و لكن هي الأن تجاوزت الأربعين و علي كرسي متحرك و لم يسبق أن تقدم لها عريس من قبل و تعاني الوحدة و الملل وتريد أن تعيش مثلها مثل أي فتاة
و يصبح لها زوج و أسرة
وافقت و عرضت الأمر علي أوليجأ التي كانت لا حول لها و لاقوة ووافقت علي الزواج أيضا من سعيد حتي تحصل علي الأقامة و تتزوج خاصة أن المجتمع هنا مجتمع مغلق لا يسمح بعلاقات مفتوحه و هي لا تثق في أحد و لا تعرف أحد غير سلوي
تم تحديد الزواج قبل موعد مناقشة رسالة سعيد للدكتوراه بأسبوع 
وفي يوم المناقشة و بحضور أوليجأ و سفير المجر و الدكتورة سلوي و كل أعضاء هيئه للتدريس و العاملين بالكلية 
تم منح سعيد درجة الدكتوراه في الأدب المجرى 
بأمتياز مع مرتبة الشرف الأولي
و بعد أن بارك له الجميع عينه السفير المجرى في سفارة بلده كمترجم فوري 
و لكن كان اللقب الذي لازم سعيد بقية حياته هو سعيد المجرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...