الثلاثاء، 23 أبريل 2024

أسرار تحت الوسادة بقلم الشاذلي دمق

🍁 أسرار تحت الوسادة 🍁

 (باغَتَها ...
ثم خاتَلَها ، وسحب القصيدة من تحت الوسادة ) .

هذا الرّجل
يستحوذني .. 
يلتهمني ..
يَزْدَرِدُنِي بلا هضم ..
و يبتلعني كالعادة
  
كيف أنجو منه؟ 
أينما ولّيْت ألْفيْته قِبلتي ،
حتى عبير حلمه ، 
ينساه فوق الوسادة

بصماتُه..
 وَشْمُها ،
 فوق أساوري ...
على الخاتم .. 
على الأقراط ..
على القلادة ..

رسْم بنانه ، على دُملجي
على الشّال الوردي ..
و الفستان المِزهري ..
نَفَسُه المُتَلَظِّي ، ..
على قميصي القرمزي
 والمنديل البنفسجي .. 
هذا الرّجل
 ثَوَّارٌ أبدا ،
على "حصان طروادة "

عيناه ، 
مَشْنوقتان خلف ظهري 
على المرايا ..
 نظراته ، 
مَرْشوقتان على ضفائري و أمشاطي .. 
حتى عطوراتي ،
أسيرة أحكامه ..
دعاؤه ،
في مَسْمعي 
يتذلّل على السّجّادة ..
 
غَضوب ،
حِمَمُه تسري في عظامي ..
رؤوم ،
ذِمَمُه تجري في أوردتي ..
و زيادة .

أحلامه ، 
تخترقني ..
تتسلّق على جدران بيتي ..
تزحف على السّتائر ، 
بلا هَوادة 

نبضات قلبه ، 
تسبقه 
طَرْقا على الباب عِيادَة
 
آماله ،
نٌشوقُها في حِبره ،
تَقضم الأوراق ،
مثل أرَضة ..
مثل جَرادة ..

هذا الرّجل ،
لا زال نَهِمًا 
يأكل عقلي .. 
يشرب عمري..
يحتسي ظنّي ... 
رجولتُه ،
نسْجُ جنوني ..
فُحولتُه ،
مصائد مُجوني..
 هذا الغازي العَنتري ،
فاتحٌ بربريّ
لأقفالي المعلّقة 
على صَوّان التّقاليد ،
و العادة .. 

هذا الرّجل ،
يُمارس عليّ طقوس المَجوس
فيُسَبِّح بِحَمْدي
ثم يرميني في النّار ، 
و يَذروني رَمادَا
 
هذا الرّجل 
 بِعُنفه الغَشوم ، و قسوتِهْ ..  
 بمراسيمه العَليّة ، و سَطوتِهْ .. 
يملكُني حَوْزَتَهُ ...
و يُعيدني لزمن العبيد
و ما قبل الولادة ..

تُرى ، 
هل شَعْري هذا ؟
أم ليله الطّويل عليّ وِفادة 

أحمرُ الشّفاه هذا ؟
أم دمُه المسفوحُ 
عليّ شهادة ؟ .

شراييني هذه ؟
أم مشانق المَسَد ، 
علّقها في جسمي للإبادة ؟

أحلامي هذه ؟
أم أحلامه هو ،
تلاحقني بلا هَوادة ؟ .. 

عقلي هذا ؟ 
أم تلك رُؤاه ؟ 
شادها فوق حِجايَ 
فنِعْم التشييد ،  
أو بئس الإشادة
  
أين أنا من ذاتي ؟ 
و وجودي ؟
 أين كُنْهي ؟
أين كياني ؟
هل تحللّتُ أنا ؟ 
اضْمحلَلْتُ ؟
هل ذُوِّبْتُ فيه كأس عبادة ؟

هذا الرّجل ، 
سَباني ...
شرّدني عن روحي ..
سلخني من نفسي .. 
نَثَرني .. بَعْثرني ..   
سَلَب المُحال 
 و المُمكن منّي ،   
و تركني بلا إرادة 

كيف أخرُج منه ؟
كيف أتسلّل و أستقيل ؟  
وقد سلّمتُ له زِمامي 
و مَنَحته على البياض
صكّ الرّيادة و برج القيادة !

 في الأخير ، 
أحبّكَ يا رجلا ،
قتلتني شقاء ، 
و قتلتني سعادة ... ./ .

  ( قرأها .. ثم سجّل في أسفل القصيدة : 
" سيّدتي ، الآن وهبتك كلّ مقاليد السّيادة "
و قبل أن يغادر ، عادَ .. 
و دسّ الورقة تحت غطاء الوسادة)

                                 الأستاذ 
                             الشاذلي دمق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...