كيف حالك أيّتها الجنّة
ما حال جنانك الحمراء
تقول: علام تسأل وأنا في مزاد النخاسين حطام؟
علام تسأل وأنا أختكم وحيدة أضيء الفلوات؟
علام وعلام...
تتغزلون بلوني الوحيد وأنا حطام
تتغزلون بداوود وصبري يجففه الموت
تحتفلون بضحك الأطفال وفرحهم محدودب
هل أتاك حديث الأرض ونواح بكّاء
مالحة أنا الجنة، جفاف وتجريف ودماء
غبار ودخان وعناء وفناء
أنا غارنيكا لم يرسمها بيكاسو
أبحث عن رسّام يُخبر بين طيات الحطام عن الوفاء
أفتّش عن شاعر داخل القنا يترجم الفناء
يشهد قصص المقابر
ينقل أخبار الكلاب السّائبة
يُجسّد الطاولة الممسوحة
الفتات الممزوج بالتراب
يُحدّث بألوان الحشائش المطبوخة
نحتاج إلى شاهد يقف أمام البشر
يُخبر أنني حضن يفقد حرارته كلّ آنة
من يُخبر عنّي ويدمع ملحا من أجلي
سيّدتي بائس أنا، فوضى أنا وأدمعي تنزل من قلبي وعقلي
نزيف أنا حدّ كراهية البشر والضّعف
أرق أنا يقتات ألمه من الأخبار
لولا بعض زينة الأخيار لفارقت
أيّتها الجنّة فلتشهدي أن حروفي كانت لك قربانا
وأنّي حبيس ظلّك الضارب في أعماقي
ولتشهدي أنّني لولاك لانكسرت وٱنحنيت خطّا
أنا الحرف سيدتي يليق بي الموت بين أوراقك
حدّثيهم بعد موتي وقولي: كان بعضا منّي
نحر حرفه في أحيائي وساحة الشهيد
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق