من بحر الرمل
بقلمي :سليم بابللي
وشوشَ الحسّونُ أطيافَ النّدى
فانتشى الريحانُ مِن لحنٍ شَدا
قالتِ الأطيارُ ما بالُ الفتى
ما بِهذا اللونِ يوماً غرَّدَ
ما سَمِعنا مِثلَهُ فيما مَضى
أو فصيحاً حاذَ ما قد أنشدَ
رُبّمأعشقٌ تَوَلّى قَلبَهُ
أسعدَ الجيرانَ فيما أسعدَ
إن تنامى في غرامٍ خافقٌ
فاضَ للدُّنيا جمالاً وَرَّدَ
و ارتقى حيثُ المرامي أُسرِجت
طابَ نفساً أن تَزَكّى مقصدا
راقِصاً يُهدي بَريقاً لافتاً
دونَ جهدٍ جَوَّ عيدٍ أوجَدَ
ما بِعِشقٍ ذلكَ الحالُ الذي
أورثَ الضيمَ و حالاً أفسَدَ
أحجمَ الدّيكُ التّغَنّي للضُّحى
في كلامِ القومِ غيظاً نَدَّدَ
دَيْدَنُ النُّكرانِ فيكم سائداً
كَمْ و كَم أحضرتُ فجراً أَبْعَدَ
يَمثُلُ الإيعازَ فوراً عن يَدي
جاءَ عِندَ الصّوتِ أو قبلَ الصّدى
كَمْ و كَمْ أيقظتُ فيكُم غافلاً
مِنْ و عَنْ صوتِ النِّداءات أهدى
مَنْ يُنادي الشّمسَ كي تصحو لكم
مَنْ كقولي كُلَّ يومٍ رَدَّدَ
شمسَنا الكَسلى أفيقي و انهضي
في دواج الليلِ كَم طالَ المدى
جاءَ مِنْ طَيّاتِ صَوتي فَجرُكُمْ
في طريقِ الكَسبِ نوراً عَبّدَ
لو رأى دهري كَصوتي صالحاً
حِرفَةَ الإيقاظِ غيري أسنَدَ
ما نَما في العُرفِ تاجي زُخرُفاً
و النياشينَ التي قد قَلَّدَ
نحنُ أهلُ الأصلِ فيما يَدَّعوا
وا ضِحٌ مَنْ جاءَ أو مَن قَلَّدَ
لَنْ أصيحَ الفجرَ حتى ترجِعوا
باعترافٍ في ظنونٍ بَدَّدَ
هاكُمُ الحسُّونُ فليُنشِد لكُم
كَمْ و كَمْ مِنكم بِجِسرٍ وَطَّدَ
جَرَّبَ الإنشادَ طيرٌ سابقاً
مِنهُ أدهى جاءني و استنجدَ
هل إذا غَنّى ستأتي شمسُكُم
مُطلقاً، بل ما عدا مما بَدا
يا جميلَ القَدِّ وَهماً ما ترى
إن سما بالرّوحِ حُبٌ أَخلدَ
قف تَرَوّى في البَراري قد ترى
طائراً يقضي بِسَهمٍ سَدَّدَ
مَن أَحَبَّ الناسَ لا يشقى بِهِم
زادَهَم بِراً بِحُبًّ زَوَّدَ
ما زرعتَ الخيرَ في دَربٍ نَما
إن أتى بالنّاسِ يأتي أزود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق