كأنَّكَ تبحثُ عنْكَ لديَّ
وإنّيْ
كأنيَ أبحثُ عنّيْ
كلانا أضاعَ الطريقَ
بزحمةِ درّبِ التمنيْ
فلا الآهَ تغفو لديَّ قليلاً
ولا الصمتُ عندكَ يغسلُ ظني
كأنّيَ أنتَ
وأنتَ كأنّيْ
تعالَ أدلُكَ
أو نستدلُّ كلانا
على ألمٍ يشبهُ الصبرَ
كي أرتديهِ
فيسكُنَ حُزنيْ
* * * *
على ذكرياتِ التوجّعِ يكبرُ فيَّ التصبّرُ
ثم ينامُ بجانبِ روحي فيصحو لديّ الألمْ
وتكثرُ حولي المرايا لتعكسَ ضُوءً بعيداً
مضى وانعدمْ
ولكنني كُلَّما حاولتُ أن أوقظَ الوقتَ
وقد نامَ منذُ زمانٍ ونيّفَ خلفَ القممْ
يعودُ ويستيقظُ فيَّ الحنينُ أنيناً ودَمْ
ويبحثُ عن هدنةٍ من عدمْ
* * * *
سأعتذرُ الآنَ للوقتِ
كي تستريحَ القصيدةُ
من ذكرياتِ الوجعْ
ففي ردهةٍ من بيانِ القصيدةِ
كانت قبابُ دمشقَ
تنوحُ بصمتٍ على عِزِّها
المقتلعْ
وكنتُ أفتِّشُ دفترَ قلبيْ
لعلِّيَ أعثرُ فيهِ
على مُتّسعْ
لحزنٍ جديدٍ تساقطَ
بين الشظايا
كلون الدماءِ
وصبر الوجعْ
لأكتبَ سطراً
لمن سوف يأتي
غداً
سوف يأتي ليغسلَ
فينا جراحَ الولعْ
* * * *
تعالَ لنجلسَ قربَ الجراحِ
التي خلفتها خناجرُ
أحفادِنا القادمينْ
ونزرع أحقادنا رايةً
للسنين
ليعلمَ مَنْ سوفَ يأتي
﴿بأنَّ الملوكَ إذا دخلوا قريةً﴾
جعلوا الخبزَ فيها دماءً وطينْ
تعالَ نُزيحُ الستارةَ عن دمعةِ
الجاثمين
تعالَ لنكشفَ زيفَ المساءات
التي وأدتْ دمعةَ البائسينْ
أنا الآنَ أنتَ
فهل أنتَ تشعرُ مثلي
بطعمِ الحنينْ
تعالَ أُريكَ بكاء المتاحف
في أوجهِ الصامتين
تعالَ نفتشَ تحت الركام (بروما)
(فنيرونَ) مازالَ
يحرقُ طُهرَ المدائنِ
مابينَ حينٍ وحينْ
يؤنسنُ وجهَ الرذيلةِ زوراً
كأيِّ زعيمْ
ليلبسَ عُريَّ السنينْ
* * * *
وعندَ تُخومِ الحكايةِ
كان العراقُ يفتشُ عن نهرِ دجلةَ
والنخلُ يلبسُ ثوبَ الحدادِ
ليدفنَ (ذي قار) في الذاكرةْ
وأطفالُ صنعاءَ يلهونَ بالموتِ
والقاةِ والمجذرة
فهل تستطيعُ القصيدةُ
أن تشربَ المحبر؟.
* * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق