كم من امرأة تونسية وعربية أثبتت كفاءتها بالعلم والمعرفة والشجاعة وهي بهذه الخصال تتّصف حتى قال فيها شاعرنا الراحل الصغير أولاد أحمد نساء بلادي نساء ونصف .
قصة عجيبة وقفت أمامها منبهرا عبقرية أم حينما أرسلت إدارة المعهد لها رسالة تخبرها فيها بأن إبنها طرد من جميع معاهد الجمهورية لأسباب مذكورة ولما قرأتها فكرت في مستقبل إبنها من الضياع حينها خامرتها فكرة تدريسه في البيت وقامت بدسّها في خزانتها ولما سألها عن محتوى تلك الرسالة أجابته أخبروني بأنك عبقري ولابد من مواصلة تعليمك هنا بمنزلنا وأنا سأتولى مهمة تدريسك. وفعلا حرصت المسكينة على ذلك حتى صار بالفعل عبقرية يضرب بها المثل في العلم والأخلاق. وبعد وفاتها قام ابنها بفتح خزانتها ليجد رسالة المعهد فيقرؤها فيصدم لكنه في الآن نفسه يبكي أمه بحسرة وكيف استطاعت بذكائها أن تنقذه من الضياع.
هذه المرأة وغيرها من النساء الكادحات والساهرات على تربية أبنائهن أقف أمامهنّ لأرفع القبعة ولتأدية تعظيم سلام..
ولا يفوتني وأبناؤنا يستعدون لخوض امتحاناتهم السنوية بالمجهود الكبير الذي تبذله الأمهات للوقوف إلى جانبهم وسهرالليالي لتوفير أجواء الراحة والمذاكرة..
أيتها الكادحات الرائدات الزهرات عليكنّ سلامي وأعطر وأعبق التحيات حماكنّ وحرسكنّ ووفّقكن رب الأرض والسموات..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق