السبت، 18 مايو 2024

تراب الوطن بقلم احمدالروضان

تراب الوطن

قبلته لما أتيته نادما فدعاني فضممته مشتاق ضمة حضنه غفراني

ناديت يا كل الذين أحبهم
إذ أنني جاوزت كل الحزن عبر ثواني

خاطبتهم وبكيت عند حجورهم ونسيت جرحي والقلوب تداني
                         
أهدي بأغلى دمعة سالت على خد الثرى فالبعد عنكم سادتي أضناني

فالبعد عن لحن الطفولة والصبا إن كان ذا قدر فكم أبكاني

لا صبر لا جلدا وعنك مجافيا إذ في الربى كم تنجلي أحزاني

إني كفرت بكل عز بعدكم يا من وهبت شموخنا ومع الشموخ أماني

أغرتني الدنيا وظني لم أعد فالآن عدت الآن من شوق حوى أجفاني

إني لأجلك كم ذرفت مدامعا
فارحم دموعي موطني وجناني

صمتي كبوحي مذ عرفتك شامخا يا عزتي وهويتي وكياني

 بالطيف في يوم مررت بموطني
في طينه حيث اختفت حيث انطفت نيراني

دعني أكفكف عن خدودي دمعة فالطين كم طال النوى ناجاني

إذ قال إن الدار مازالت هدى والدار رغم البعد لن تنساني

كم عشت عمرا في ثراك منعما
واليوم عدت اليوم لي إسم ولي عنواني

قد هزني شوقي وبت مناديا يا بحر خذني هزني وجداني

والبحر يأخذني ليهمس في دمي
ليقول إني قد جنيت وما جنيت عساني

هذي حدودي كلما قاربتها زادت شجوني من صدى حرماني

إني أتيتك طامعا ومناشدا للحلم فيك الحلم لحن ثاني               

كم داعبت روحي إليك منازلا
مذ داعبت ريح النوى أغصاني

إذ لم ألاقي في المنافي راحه مذ غبت عن وطن به إيماني

العراق
د. احمدالروضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...