وحتى وقت قريب جدّا ، كان يعتقد أن جنس الجنين تحدده خلايا الأم. أو يعتقد أن الجنس ،على الأقل، مصمم بصورة مشتركة من خلايا الذكور والإناث. ولكن القرآن يذكره لنا بطريقة مختلفة : ويؤكّد أن الذكورة أو الأنوثة تتحدد "من نطفة تُمنَى". وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم.
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) القيامة.
لقد أثبت التّقدم في علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئيّة صحّة المعلومات الواردة في القرآن الكريم و دقّتها علميًّا. ونحن نعلم الآن أن الجنس تحدّده خلايا الحيوانات المنويّة للرّجل. وأمّا المرأة فلا دور لها في هذه العمليّة.
الكروموزومات هي العناصر الرّئيسيّة التي تشارك في تحديد نوع الجنس. اثنان من الكروموزومات الـ46 هي التي تحدّد الهويّة الجنسيّة للإنسان و تدعى كروموزومات الجنس. وهاتان الصبغيتان يطلق عليهما اسم "س ص"XY عند الرّجل و"س س"XX عند المرأة، لأن شكليهما يشبهان هذين الحرفين . والكروموزومY يحمل جينات رمز الذّكورة ، في حين يحمل كروموزومX جينات رمز الأنوثة .
يبدأ تكوّن مخلوق جديد بالتّفاعل بين الصّبغيات ، التي توجد لدى الرّجل والمرأة على حدّ سواء، في شكل أزواج موحّدة من نوع X.
تملك المرأة عناصر من خليّة الجنس ، التي تنقسم إلى اثنين أثناء الإباضة ، تحمل كروموزومX.و ينتج الذّكور في خلية الجنس ، نوعين مختلفين من الحيوانات المنويّة ، واحدة تحتوي على كروموزوم X وأخرى Y وعندما تتّحد الخليّة الجنسيّة للمرأة مع الحيوانات المنويّة التي تحتوي على الكروموزوم (X) ، فإنّها تضع طفلها من الإناث. وإذا اتّحدت مع الحيوانات المنويّة تحمل كروموزومY، فإنّ المولود سيكون ذكرًا.
يحمل كروموزوم Y خصائص الذكورة ، في حين أن الصبغي X يحمل خصائص الأنوثة. وفي بيضة الأم ، لا توجد إلاّ كروموزومات X ، وتحدّد خصائص الأنوثة. والحيوانات المنويّة للأب ، فإمّا أن تحمل الصّبغيّ X ، كروموزوم Y. ولذلك ، فإن جنس الجنين يتوقّف على الحيوانات المنويّة للأب عند عمليّات تخصيب البيضة.
كان النّاس يجهلون هذه الحقائق العلميّة قبل اكتشاف الصّبغيات في القرن الـ20.ولدى كثير من الحضارات ،كان الاعتقاد السّائد أنّ الأمّ هي التي تحدّد جنس المولود. لذلك كانت النّساء يُجَرّمْن عند ولادتهنّ الإناث.
14 قرنا قبل اكتشاف الجينات البشرية ، كشف القرآن المعلومات التي تنفي هذه الخرافات وأشار إلى أنّ نوع جنس المولود مصمّم من قبل الرّجل لا من جانب المرأة .
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق