الخميس، 9 مايو 2024

رحلة قطار بقلم أركـان الـذهـبي

رحلةقطار

رحلت يوما بعيدا بأمنياتي
             في سفرٍ طويلٍ بقطار المسراتِ

فأذا بجليسةٍ رافقتني سفري 
          كانت كنجمةٍ مضيئة في السماواتِ

نظرت إليها بخلسةٍ فرأيتُ
          جمالاً ووقاراً كأنما سلبني ذاتي

فرمقتها ورمقتني فكان
       كل حديثنا بصمتٍ وتبادل النظراتِ

ثم تبسمنا لبعضنا وكأنها 
      تصريحٌ بالكلامِ من مُقلنا اللامعاتِ       
فأخذني الحديث معها 
    وكأني كنت جالساًمع احدى الأميراتِ

شيقةً الكلام حين تبعثرُ
     بحروفها فاستمع لها بهدوء وأنصاتِ

كأنها تعزف لحن عودٍ جميلاً      
  وتكلمني بأجمل الكلامِ ومختلف اللغاتِ

 قصُّصت عليها وكانت تسمعني
    وتقف على مواطن الالم والحسراتِ

 فَسردنا لبعضنا كل ما مر بنا   
     منذُ أيام وشهورٍ وحتى منذُ سنواتِ

هادئة رائعة جميلة كانت  
     تفيض من مقلتيها دموع حائراتِ

فسألتْ عن العمر فقلتُ لها
     سيدتي مرَّ العمرُ كسحبٍ ماضياتِ

 اكملتُ من العمرِ أربعُ عقودٍ
     وأنا ما بين طيشٍ وغرورٍ و رحلاتِ

فتبسمت وكأنما حل الربيع
     بعد شتاءٍ باردٍ يكسو فصلها سباتِ 
 
 فسألت عن وجهتها فقالت
   شرقا وغربا فأني تركت ارضا مقفراتِ
 
فالجنوب كدرني والشمال 
   قتلني فأعزب عني لأ نسى ذكرياتي

فأجهش روحها بالبكاء صمتا 
      فيا لها من امرأةٍ ترمى لها القبعاتِ

وبينما كنا غارقين في كلامنا
    واذا بها تستعد للنزول مع السائحاتِ

فقلت الى اين فالوقت لم يحن
    قالت اهرب قبل ان نواجه المعضلاتِ

فهربت كما هربتُ انا من لقاء 
   او حلم كانت هي من اجمل اللحظاتِ

         🌿 بــــــقـــــلــــم 🌿
       #أركـان_الـذهـبي #الـعـراق🇮🇶

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عيشُ الفقير بقلم راغب العلي الشَّامي

عيشُ الفقير عَتِبْتُ علی الدُّنيا ومَا أنَا عاتِبُ          وألْقــيْتُ أقْلامي وقِيــلَ أَكَاتِـــبُ يَمرُّ أُنــاسٌ في حياتي تَــرَحُلاً  ...