يَا سَائلي عن ذاتِي
والسؤَالُ عن الهوَى العُذريِّ
ممنُوعٌ لِمَحرُوم
لَا تَسلنِي
ولَا تسل الغيرَ عنِّي
فإني مَدَينٌ بِوِردِي ومَظلُوم
فيهِيمُ الوَردُ في الغيبِ
لِتلكَ العَينَينِ النضاخنين
في الإِصبَاحِ لِلعِنَبِ
وفيهم همسُ الفجرِ
مَلزُومٌ بالوَصبِ والنَّصَب
لَا يَشكُو من البُعدِ
لَا يَدنُو من الحرِّ
فجَمرَةُ القَيظِ في الأمسِ
تأكلُ نِصفِي وبَعضِي
ومَا تَزالُ تُندِي بِكُلِّي
وفي الليلِ يظمأُ قلبِي
فالغيثُ بالقطر يُمطِرُ
ولا يهمي للرُّوح
وهُنَا شاعرُ الفردَوسِ
الجَسُورِ مشدُوخٌ
بينَ الدَّوحِ يَشدُو بالبَوحِ
وغيرُهُ في الأهوَالِ
مَشدُودٌ يَهزي ويَثُور
وفردَوسُ الأندلُسِ
مُستَبَاحٌ وحَسُور
والقدسُ بَينَ الغيمَاتِ
مفقودٌ ورَؤوم
بينَ الأبوَابِ والعتبَاتِ
مَسدُودَةٌ كلُّ هَاتيكَ الجُسُور
وصوتُ الخرَسِ كالجَرسِ
في اللسَانِ مَبحٌوح
وسَمْتِي يَكونُ بِحَافةِ
السَّوَاجِي
معلولٌ ومشلُولٌ
أثْمَدٌ ومكحُولٌ !
وسَفِينِي مرسُومٌ
بِالجِرَاح مهزومٌ
على هَديرِ السَّوَاقِي
غريقٌ ومخبُوء !
ينعتُنِي الصبرُ ..
وصفتي الجَبرُ ..
والفؤادُ بِالصمتِ مَكلُومٌ
بإِلحَاحٍ وجَبرُوت
حينَ جئتَ
( يَا يَومَ مولدِي)
بِالسُّكُوت
كانت مفاتنُ الحُلمِ
تزُومُ بالعَبِيرِ المفلوت
عشَّشَت عليهِ
خَيوطُ عَنكَبُوت
معهودَةٌ فِي البِطَاحِ
ومنُوطَةٌ في المَلكُوت
بِالسحرِ والكمَالِ والدلَالِ
تَحتلُّ كامِلَ الجسَدِ المُبَاحِ
بِلَا سَمَاحٍ لِلوِصَال
والجَسدُ مُستهَامٌ
في الصُّرَاخِ لِلجَمَال
يَغرقُ في النعَاسِ
ولا يَنَام
وعلى كاهِلِي تَربِيعَةٌ
من سِيَاجِ الحَديدِ والنُّحَاس
فكُنْ لي .. ولا تَغِب عنِّي
ولا تنضَب عنِ الوُجُود
بعثِرْ وأنثرْ وجُودِي القَديمَ
مَا استطعتَ مراتٍ ومرَّات
فَالجَدِيدَ لن تراهُ
أبدًا هَبَاءً
يَفوقُ الحَدِّ بالمَرَار
وبِمزِيدٍ من الوِدِّ الجَرَّأر
واللؤلؤِ والأَلمَاسِ
والفحمِ والقَار
على أجنحةِ أرغفِةِ الرَّصيفِ
إحساسُ أكَالِيلِ الغَار
فَلَا تَلُمنِي بِالكَفَافِ
والعَفَافِ ونَّاس.
................................
معروف صلاح أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق