زرق العيونِ تركنني حيرانا
وجعلن قلبي للهوى ميدانَا
هتّكن ستر القلب مني فانبرى
يهتزّ من وقع اللّحاظ، زمانا
وسلبن كلّ إرادة من مهجتي
وأسلن دمعي قانيا تهتانا
وسبى نهاي عقيقها من نظرة
عرضًا وليت لقاءها ما كانا
كالغابة الفيحاء وسط بحيرة
من فضّة لمعانها لمعانا
حفّت بها سود الجفون كأنّها
ليل الشّتاء إذا الدّجى أخفانا
هي نفحة السّحر العميق ووقعه
هي مرقص بث الهوى ألحانَا
هي أسهم تصمي القلوب فترعوي
في إثرها أنّى انبرت أشتانا
هي قوّة تسبي القلوب فتقتفي
أثــر العيون بـــذلّة إذعانَا
هي عالم ملأ الغموض مجاله
فتغرّبت فيه النّفوس هوانَا
كم هتّكت من عاقل حسب الورى
في عقله من قولهم حسبانَا
كم فرّقت بين الخليل وخلّه
كم غرّرت نفس الملاك، فدانا...
يامن بعثت سهام سحرك في الورى
نالت سهامك قلبنا ونهانا
يا بارقا شمنا الطّلال بضوئه
خلب السّحاب وخيره أخطانا
أنت الرّبيع تحيل أجرد مهجتي
غضّا بزهر ، هامسا نشوانا
أنت الحياة وفي غيابك موتنا
فارفق جزاك إلاهنا إحسانا
نصّبت في قلبي هواك مؤبّدا
فغدا هواك مسيطرا، سلطانا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق