لقد سخر سيدنا موسى عليه السلام عشر سنين من حياته من أجل التي جاءته تمشي على استحياء
فإذا وقفنا وقفت تأمل في هذا الخلق العظيم الذي قال عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم انه شعبة من شعب الإيمان
كما قال إذا لم تستح فاصنع ما شئت
فإذا سألنا أنفسنا كيف اختل ميزان الأخلاق مالذي نشر التبجح وجعل الحياء في خانة التخلف وجعلنا ننظر لكل ما يحمينا ويرفعنا على أنه شيء سيء جهلا وبعدا وغطرسة!
نظن أن إبعاد النفس عما يخالف هواها هو حرمان
كم نحن ضائعون جهلا وغفلة
ونزين للنفس بما يشبع رضاها.
إن وجود الحياء في حياتنا يعني أن ثمة حياة بداخلنا.
وأننا نخطئ في معادلة النجاح والفلاح في دروبنا ونوهم أنفسنا بأن الغد لن يكون مشرقاً حتى نتعرى من الأخلاق ونبتعد عن الحياء الذي هو في الحقيقة نعمة من نعم الله لأنه انقباض النفس عن القبائح.
فالحياء نوعان :
حياء النفس وحياء الإيمان
فحياء النفس يربيها على الخوف من الله ومخالفة كل ما يخالف رضاه فتصبح عندها النفس في نعيم مقيم
إن فطرة الله في خلقه تحمينا من العديد من المطبات الحياتية
فحياء الإيمان يزكي النفس والخلق الطيب السليم يجسد عقيدتنا ويبرز مميزاتها وهو جزء من شخصيتنا وبه نزين حياتنا وبه يقاس ويوزن خلق المرء.
فإلى متى نبتعد ونخاف من تعاليم ربنا وليس لنا مفر منه إلا إليه لماذا نبتعد عن كل ما يرفعنا ونلهث وراء ما نظنه يعلي شأننا كأننا نملأ أنفسنا بهواء سام يهلكنا وإن تاج الاخلاق الحياء
لذلك علينا أن نعيد النظر في سير الانبياء والصالحين الذين كانت اخلاقهم الحياء
وهذا ما لمسناه في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول الحياء شعبة من الإيمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق