الأحد، 9 يونيو 2024

مُهِمَّتُنا في رحلةِ الحياةِ بقلم فؤاد زاديكى

مُهِمَّتُنا في رحلةِ الحياةِ
بقلم: فؤاد زاديكى


إنّ الحياةَ مُجرَّدٌ رحلةٍ، قد تَطُولُ و قد تَقصُرُ، من دونٍ أن يكونَ لنا بذلكَ أيُّ تأثيرٍ، لأنّ الأمورَ تَمَّ الإعدادُ لها مُسبَقًا، و نحنُ في هذا عبارةٌ عن أدواتٍ لتنفيذِ ما تمّ التحضيرُ لهُ. حياتُنا جزءٌ من عالمِ الكونِ الرّحبِ، بكلِّ ما فيه، لهذا علينا واجبُ الحذرِ من جهةٍ في التّعامل معها، و من جهةٍ أخرى، أن نكونَ على قناعةٍ تامّةٍ من أنّ هذهِ الحياةَ صارتْ من أجلِ هدفٍ إيجابيّ، غايتُه خدمةُ الإنسانِ و تحقيقُ أفضلِ الأحوالِ و الظروفِ له، لأنّ الإنسانَ هو الغايةٌ السّاميةٌ في كلِّ هذه المسرحيّةِ.

عندما نتأمّلُ في هذا الكونِ الواسعِ، نُدركُ أنّ لكلِّ شيءٍ مكانَهُ و زمانَهُ، و أنّ وجودَنا ليس صُدفةً، بل هوَ جزءٌ من خطّةٍ أكبرَ و أعمقَ مما نتخيّلُ. قد نشعرُ أحيانًا بالعجزِ أمامَ قسوةِ الحياةِ و تقلّباتِها، و لكنَّ في كلِّ تجربةٍ درسًا، و في كلِّ عثرةٍ فرصةً لنهوضٍ أقوى.
علينا أن نتعلّمَ من ماضينا، و نبني مستقبلَنا بثقةٍ و إيمانٍ، مُدركينَ أنّ لكلِّ فصلٍ في حياتِنا مغزىً، و أنّ كلَّ لحظةٍ لها دورُها في تشكيلِ هُوِيّتِنا.

الحياةُ تدعونا إلى التعايشِ مع تناقضاتِها، فنحنُ نعيشُ بين الفرحِ و الحزنِ، الأملِ و اليأسِ، النّجاحِ والفشلِ. إنّ توازنَنا في هذه الرّحلةِ هو ما يُعطينا القوّةَ للاستمرارِ، فالسّعادةُ ليست محطةً نصلُ إليها، بل هي طريقةُ العيشِ و نمطُ التّفكير. لنتعاملَ مع الحياةِ بتفاؤلٍ و حكمةٍ، نُقدّر اللحظاتِ الجميلةَ، و نتعلّمُ من التّحدياتِ، و نسعى دائمًا لتحقيقِ أفضلِ ما فينا.

في النّهاية، يجبُ أن نتذكّرَ أنَّ الحياةَ هِبةٌ ثمينةٌ، و أنّ الوقتَ، الذي نملكهُ محدودٌ. لنستغلَّه بحبٍّ و عطاءٍ، و لنتركَ أثرًا طيّبًا في قلوبِ الآخرين. لنكُنْ نورًا في ظلامِهم، و سندًا في ضعفِهم، فبذلكَ فقط، نستطيعُ أن نحيا حياةً مَليئةً بالمعنى و القيمةِ.

المانيا في ٧ حزيران ٢٤
__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

شفافية بقلم عبدالرحمن أمين المساوى

شفافية قوانين التدرج  طريقة لأسلوب ردكالي قديم بطريقة معاصرة نبتغي بها وجه الله لعل وعسى يكون المنطق أثره الإيجابي على عصبة الأمم وحكام العر...