بقلم: فؤاد زاديكى
إنّ الحياةَ مُجرَّدٌ رحلةٍ، قد تَطُولُ و قد تَقصُرُ، من دونٍ أن يكونَ لنا بذلكَ أيُّ تأثيرٍ، لأنّ الأمورَ تَمَّ الإعدادُ لها مُسبَقًا، و نحنُ في هذا عبارةٌ عن أدواتٍ لتنفيذِ ما تمّ التحضيرُ لهُ. حياتُنا جزءٌ من عالمِ الكونِ الرّحبِ، بكلِّ ما فيه، لهذا علينا واجبُ الحذرِ من جهةٍ في التّعامل معها، و من جهةٍ أخرى، أن نكونَ على قناعةٍ تامّةٍ من أنّ هذهِ الحياةَ صارتْ من أجلِ هدفٍ إيجابيّ، غايتُه خدمةُ الإنسانِ و تحقيقُ أفضلِ الأحوالِ و الظروفِ له، لأنّ الإنسانَ هو الغايةٌ السّاميةٌ في كلِّ هذه المسرحيّةِ.
عندما نتأمّلُ في هذا الكونِ الواسعِ، نُدركُ أنّ لكلِّ شيءٍ مكانَهُ و زمانَهُ، و أنّ وجودَنا ليس صُدفةً، بل هوَ جزءٌ من خطّةٍ أكبرَ و أعمقَ مما نتخيّلُ. قد نشعرُ أحيانًا بالعجزِ أمامَ قسوةِ الحياةِ و تقلّباتِها، و لكنَّ في كلِّ تجربةٍ درسًا، و في كلِّ عثرةٍ فرصةً لنهوضٍ أقوى.
علينا أن نتعلّمَ من ماضينا، و نبني مستقبلَنا بثقةٍ و إيمانٍ، مُدركينَ أنّ لكلِّ فصلٍ في حياتِنا مغزىً، و أنّ كلَّ لحظةٍ لها دورُها في تشكيلِ هُوِيّتِنا.
الحياةُ تدعونا إلى التعايشِ مع تناقضاتِها، فنحنُ نعيشُ بين الفرحِ و الحزنِ، الأملِ و اليأسِ، النّجاحِ والفشلِ. إنّ توازنَنا في هذه الرّحلةِ هو ما يُعطينا القوّةَ للاستمرارِ، فالسّعادةُ ليست محطةً نصلُ إليها، بل هي طريقةُ العيشِ و نمطُ التّفكير. لنتعاملَ مع الحياةِ بتفاؤلٍ و حكمةٍ، نُقدّر اللحظاتِ الجميلةَ، و نتعلّمُ من التّحدياتِ، و نسعى دائمًا لتحقيقِ أفضلِ ما فينا.
في النّهاية، يجبُ أن نتذكّرَ أنَّ الحياةَ هِبةٌ ثمينةٌ، و أنّ الوقتَ، الذي نملكهُ محدودٌ. لنستغلَّه بحبٍّ و عطاءٍ، و لنتركَ أثرًا طيّبًا في قلوبِ الآخرين. لنكُنْ نورًا في ظلامِهم، و سندًا في ضعفِهم، فبذلكَ فقط، نستطيعُ أن نحيا حياةً مَليئةً بالمعنى و القيمةِ.
المانيا في ٧ حزيران ٢٤
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق