(أمي مدرستي الحقيقية)
تعلَّمتُ من أمي ومازلتُ طالباً
تعلِّمني أمي فأخجلُ من جهلي
تعلِّمتي أمي وما زلتُ جاهلاً
أعود إلى اأمي تسدِّدُ لي عقلي
وتجلي بوحيٍ من هداها بصيرتي
فتصفو وما زالت شوائبَها تجلي
وتغسلني بالماء من نهر حبِّها
فأخرج من مشتنقعٍ فاسدٍ ضحلِ
******************
فيا لعجوزٍ قدَّس الله سرَّها
ويا لشقيٍّ جاهلٍ تائهٍ كهلِ
هي النبعُ ثرٌّ في العطاء وزاخرٌ
وقد صاغه الرحمن في العيش من أجلي
فأروي فؤادي من جفافٍ أصابني
وأنهلُ من نبع الرضا غاية النهلِ
أنا الكهل في سنِّي وشكلي وشيبتي
أعود إلى أمي فأصبح كالطفلِ
وأرتاح لمَّا باليدين تضمُّني
وتأثيرها يمتدُّ خلفي كما ظلِّي
أنا الجزء منها وهي كلِّي حقيقةً
وكيف لجزءٍ أن يعيش بلا كلِّ
هي الأهل والأصحاب والعمر كلُّه
وقد ضاع كلُّ الأصدقاء مع الأهلِ
تمنيتُ لو أحيا طويلاً بقربها
لأنهل من علمٍ وأرتع في فضلِ
فمهما علا فرعٌ وطار محلِّقاً
سيحتاج يوماً ما ليرجعَ للأصلِ
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق