السبت، 20 يوليو 2024

زوَيتينتي بقلم حكمت نايف خولي

زوَيتينتي
قالواَ: َزوَيـتيـنـَة ُ الـفـَوَّار ِ مَسْكـَبَة ٌ
يُرَفـْرِفُ الـنـُّورُ في َشتـَّى رَوابـيها
أجَبْتـُهُمْ :مَنـْبَتٌ لـلـنـُّور ِ ُتـرْبَـتـُهـا
وَمَشـْتـَل ُالسِّحْر ِفيِ مَجْرى سَواقيها
غط َّ الجَّـمـالُ على آكام ِ َقـرْيـَتِنــا
فماجَت ِ الأرْضُ حُسْنا ً في نواحيها
أنـْشودَة ُالسِّحْر ِ َتسْري في مَفاتِنِها
وَجَدْوَلٌ من أريج ِ الـنـُّور ِ يَرْويــها
غاباتـُها حالِمات ٌ َتـنـْـتشي َطـرَبا
فوَّارُها ُقـبْـلـَة ٌ في حِضـْن ِ واديــها
وَيَنـْشُرُ الز َّهْرُ في أجْوائِها عَبـَقـا ً
تحِسُّ أنـَّـكَ في الفرْدَوْس ِ َتـشْبيـهـا
في كـُـلِّ ناحِـيَـة ٍ خِـدْرٌ يُـذ َكـِّرُنـا
بِـما َتـوارَدَ عـن جَـنـَّـات ِ بــاريــها
هِضابُـها كـَنـُهود ِ الغيد ِ كـاعِبَـةً ٌ
تزْدان ُ بِالزَّنـْبَق ِ الزَّاهي يُغطـِّيهـا
سُفوحُـها حُزَم ٌ من َنرْجِس ٍ أرِج ٍ
يَلـْهو الفـَراشُ يَمُصُّ الشـَّهْدَ من فيها
تفـَنـَّن َ الـمُـبْدِع ُ الأعْلى بِزينـَتِهـا
وَازْداد َ في حُبِّها عِـشْـقـا ً وَتدليها
حَتـَّى أتـَتْ آيَـة ً َتخْـتال ُ في دَلـَع ٍ
يَفوحُ منها الشـَّذى والطـِّيبُ يُزْكيها
زُوَّارُها يَرْشُفون َالـخـَمْرَ مُنـْدَفقا ً
بَينَ البَساتين ِ من شِــفــا أقـاحيهــا
على ثراها وتحْت َالدُّلب ِكمْ َثمُلتْ
أرْواحُنا وَانـْتشتْ ْمن َشجْو ِشاديها
أطـْيارُها من ُلحون ِالخُلد ِقد سَرَقتْ
أنغامَـهـا وَأتـَتْ َتـشـْدو أغــانيــهـا
على التـِّلال ِوَفوقَ الصَّخْر ِقد بُنيتْ
مَنازل ٌ مَهْبَط ُ التـَّقوى حَفـافـيهـا
أكـْواخُها مَنـْهَلُ الأحْلام ِ مَوْرِدُها
وَسُـلـَّم ٌلـلـرُّؤى يَـسْمـو بِـراويــهـا
يا فِتـْنـَة َ القلـْب ِكمْ َغنـَّيتُ مُفتـَرِشا ً
عُشـْبَ الرَّوابي وَقبَّلـْتُ الثـَّرى تيها
وَغابُك ِالشـَّامِخُ المَحْفورُفي كـَبِدي
يَأوي معي في الحَشا يُحْيي أمانيها
عَهْدا ً زَوَيـتـيـنـة ُ الآباء ِ بـاقـيَــة ٌ
في الرُّوح ِ مُلـْهِـِمَة ً ُتغـْني مَغانيها
لـك ِالقوافي وَفـَيْضُ الشـِّعْر ِمُنسَكِبا ً
لـك ِ الـعِبـادَة َ بَـعْـدَ الـلـَّه ِ َتأليــهـا
حكمت نايف خولي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...