&&&&&&&&&&¥¥¥¥¥&&&&&&&&
من ألف وأربعمائة وستة وأربعون عام
ضاقت مكة بخير الخلق وأشرف الأنام
كان قد لاقى ما لاقى فيها من أذى وضيم
وسوء أدب من شرازمة البشر والأعيان
فر ليبث نور دين الله في قلوب هوته
وكانت لهواته أحباب وأنصار
صحبه في رحلته أبي بكر
وكان نعم الصحب الكرام
يتقدمه ساعة حينا وحينا يتأخر
خشية من الرصد أو المقدام
وما إن وصلا لغار ثور
أسرع يتحسس مواضعه
خشية عليه من الضباع والهوام
سمع حشرجة الكفار ها هم
لا يفصلهم عنهم سوى عدة أقدام
فوقع الضيق في صدره خشية
أن تلحقه أياديهم فهم أهل إجرام
طبطب الحبيب على كتفه وقال مقولته
لا تحزن إن الله معنا فوقعت على صدره
كوقع الثلج في سهد حزيران
فسرعان ما نسج العنكبوت بيته على بابه
وإلتفت فروع الشجرة تظلله ورقد زوج من الحمام
فأيقن أن الله ثالثهما لم يتركهم في لجج الظلام
نام الحبيب قرير العين في الغار
ولم يوقظه سوى دمع أبي بكر
عضته حيه ما وجد ما يسد جحرها سوى كعب قدمه
فعظمت محبته في قلبه ولم يخالطها نقصان
خرجا من الغار قاصدا بقيع الأخيار
لما وصلا لبغيتهم استقبلوهم بالترحاب والإجلال
نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري
وكان الكل يرغب أن ينال هذا الشرف والأمان
ولكن كانت ناقته مأمورة بأن تبرك في هذا المقام
فأتخذه بأمر الله مسجدًا لنشر شريعته وفض الخصام
تآخى الجميع بعد لم الشمل وعاشوا في وئام وسلام
أصلح بين الأوس والخزرج بعد إن دارت رحى الحروب بينهم لأعوام
ولكن ظل أصحاب خيبر كالشوكة في جناح الحمام
ما إن يلاقوا فرصتهم يبثوا السم في قلوب الجيران
ولكن كسرت شوكتهم بأمر الله ونجى أهل السلام
مكث الحبيب في رحاب يثرب ما شاءالله من أعوام
دار بينه وبين عتاولة مكة بدر وأحد وخاض غزوات مع الأنصار
قضى على أئمة الكفر ونشر دين الله الإسلام
ولما أراد العودة لمكة ردوه وقالوا عد بعد عام
رجع والشوق والحنين يكابده ولكن صَبَرَ صَبْرِ العظام
وها قد عاد ثانية ليثلج صدره بموطن ولادته وأعطى الأمان لدار أبي سفيان
طاف حول الكعبة وحطم ما بقى من أصنام
ولكنه سرعان ما عاد ليثرب ومكث فيها حتى لاقى ربه في الجنان
فصلوا وسلموا عليه وعلى صحبه خير البشر مسك الختام
#بقلمي_م_أ مريم أمين أحمد إبراهيم 🇪🇬مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق