أقنعتُ نفسي أني استقلتُ من العشق
و رحلتُ إلى مدينة
لا ألتقيكَ فيها
لا تشرق الشّمس فيها
من شفاه الشّوق
فوجدتُ كل الشوارع بتلات زنبق
مبللة بالنّدى
تتهجّى اسمكَ
فتعبق ذكراكَ في المدى
و تنبثق أبجديّة الجوى
من دفتر الرّدى الممزّق
أطفأتُ أضواء الاشتهاء
فصارت كل النّجمات التي قطفناها
و نثرناها على ثغر الصّمت
رماد كلمات تحترق
و ظل الليل كالعجوز العذراء
تنزف من تجاعيدها ذكرياتنا
فيشهق الخوف
و يقطر الفجر
على عباءة غسق قد أزف
لتولد الأحلام مخضّبة بالأرق
يا حبيبا كلما ابتعدتُ عنه
صار مني أقرب
كيف في كأس زماني تنسكب
كلما قرّرتُ أن نفترق
فأشرب الحب المستحيل
بلهفة نورس في بحر العطش
قد غرق
و أسبح ضد تيّار الأقدار
و على كتفي كفن مطرّز بمحار
أبى من صدفاته أن ينعتق
ها أنا أراكَ في غربتي
تسدل ستار الأماني
و تلقاني على شرفة الشّوق
و كأنك لم تبتعد لحظة عن أحضاني
فأقفل بالنبض غرفتي
و أرسم على صدرك خريطة عشق
تمتد من مهد حياتي
إلى قبر بحجر الغَد بنيناه
و رسمنا عليه كل عهود الهوى
و أقسمنا أننا لن نفترق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق