الأحد، 14 يوليو 2024

ملائكة بلا مياه بقلم سليمان نزال

ملائكة بلا مياه

بضلوعها طيف الندى أحضرتهُ
لمّا رنا من صوتها أخبرتهُ
عن طفلة ٍ و الماء ُ في تغريبة ٍ
 و الملح في أحزانها أبصرتهُ
قالت ْ ليَ يوم الصلاة ِ حبيبتي
ادع لنا إن اللمى حيّرتهُ
فوق الحطام ِ تراكمت ْ أوجاعها
عطش َ الزمانُ بكأس ِ مَن قدّرتهُ 
مَن أبعدَ الأمواه َ عن أنفاسها
و كأنني بأوارها أنذرته ُ  
قصدَ الجوى في غزتي أشجانها
وقت الصلاة ِ بجرحها ذكرّتهُ
يا طوفها حول النزيف ِ بصيحة ٍ
يا مجدها بترابها جذّرتهُ
بعروقها كم آية شاهدتها
و شموخها مع أقمر ٍ فسّرتهُ
تفاحتي قبل السجود ِ غازلتها
فترفّعتْ و مزاجي غيّرتهُ !
سهِرت ْ معي أطيابها قبل الضحى
  حتى الهوى لمّا نوى سهّرتهُ
رسمتْ لنا أشواقنا لوحاتنا
و البوح في ألوانها أظهرته ُ
 كيف الغرام و شهقتي بنشيدها
بعد اللقاء ِ يمامها طيّرته ُ
في جمعة ٍ إن اللظى بطقوسها
و ركوعنا في دمعة ٍ طهّرتهُ
أعشابها أرجعتها لقصيدتي
بستانها بعد الجفا أثمرته ُ
يا غزتي إن الهروب َ بأحرف ٍ
فحديثنا في موكب ٍ سيّرته ُ
يا صاحب التسجيل ِ من وثباتها
 سفّاحنا في دفعة ٍ فجّرتهُ
يا جمعة الميدان يا أحرارنا
زيتوننا مع أرزنا ناصرتهُ
ألهمتني يا وردها في شامها
من حُسنها هذا الهوى عطّرتهُ
يا وحي من بغدادها و مدادها
من زندها القول َ قد أبهرته ُ
راحت ْ إلى شهبائنا أعماقنا
وجدانها في همسة ٍ زنّرته ُ
   يا غزتي و نخيلنا بتلاوة ٍ
   في نصرنا مَن مدّنا بشّرته ُ
قالتْ لي يا شاعري : لا تبتئس
غزو العدى لهزيمة ٍ أجبرته ُ

   سليمان نزال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

واقعنا إلى أين بقلم البشير سلطاني

واقعنا إلى أين؟ في البدء كانت الكلمة وخط القلم بداية الصراع بين الإخوة وزهقت الروح دون ذنب وسال الدم ليرسم مآلات الوجود الإنساني وتأزم الوضع...