الثلاثاء، 23 يوليو 2024

ساكن القلب بقلم عبد خلف حمادة

_ساكن القلب
_عبد خلف حمادة
*******************
يا ساكناً في شغاف القلب منذ مدى
ملكتمُ الجوف قد أودعتكم نِحَلِي 
تيهوا دلالاً فجفن العين منزلكم 
كذا الخلايا بكم موسمةٌ أملي 
حبستموني ببئر البينِ مظلمةٍ
مع الهوام جِزَا ياتعس معتقلي 
كرمى الرشيدِ و كرمى ساعة البلدِ
كرمى القوتلي و سوق الصوف والقُللِ
يا طيب جلستنا في شارع الوادي 
وابنُ الوليد يُديرُ الحلوَ في الحُلَلِ
يا فرنَ أندلسٍ لهفي لخبزتهِ
وفي النواعير كبابٌ لذة الحجلِ
تأتي العرائس للمنصورِ شاريةً
من عند ليلى حرير الثوب والبِدَلِ
إلى أويسٍ مضينا نبتغي خِرَقَاً 
خضراءَ شُدَّتْ لقاء العين والوَجلِ
إذ شُرْبُ طاستهِ للروعِ يكشفهُ
أبو عُمَيْشٍ كذا في حلةِ البَهِلِ
قصر البنات وظل السور يسترنا 
حتى لُقَى الطين قد ذابت من الخجلِ
و في العلوم جلسنا قُرب طاولةٍ
كنا حبيبينِ من طلابها الأُوَلِ
والمتحفُ الوطنيُّ إذ درنا بساحته 
قَبَّلْتُكِ هوناً مخافة الزعلِ
دار التراث إليها كان مدخلنا 
حيثُ الهباري والدَّلاتِ في السُّبُّلِ
بجانب الدلو كان الحَضْنُ بغيتنا
مثل السكارى وغاب العقلُ في جذلِ
وعند(جَزْرَتِكُمْ) كانت موادعةً
ثم انصرفْتِ مع الإبطاء في دَلَلِ
فعدتُ للشعر للركبانِ أنشدهُ
مالي سوى أدبي من جملةِ الحِيَلِ
أَذَا جزائي وقد أسكنتكم مُقَلِي 
شحُّ الكلامِ و جفنٌ غير مكتحلِ
يودُّ رؤيتكم حتى يطارحكم 
بثَّ الغرام قُبيلِ الشيبِ والأجلِ
يا أعظم الناس ذنباً إذ جنايتكم 
قتلُ الحبيب وما أقساه من عملِ
(عَبْدٌ)تخصصَ بالأشعارِ ينظمها 
وليس للشاعر المكلوم من أملِ
أمسى ذليلاً بباب الخِلِّ يدفعهُ
مضنى الفؤاد وجفن العين في سَمَلِ
عشقٌ أَلَمَ بهِ ياعِظْمَ وقعتهِ
فمزَّقَ الروح مَلَّ الجسم بالعِلَلِ
أَمَضَهُ الشوقُ لا يدري نهايتهُ
و ليتهُ الموت يأتي اليوم في عجلِ
ماذا فعلنا بحقِّ الله أغضبكم 
حتى صددتم و غاص الصدر بالمللِ
هَيَّمتومونا وما صنتم معزتنا 
لم تُحسِنوا أبداً في الوصلِ والعَذَلِ
تركتمونا و نار الوجد تحرقنا 
ربي يحاسبكم في قِتْلَتِي بَدَلي 
في روض وجنتكم كم أُودِعَتْ قُبَلِي 
ما كان أطيبهُ من فاخر العسلِ
وكم رشفتُ رضابَ الثغر في شغفٍ
شوقِ الصحارى إلى غيثِ الشتا الهَطِلِ
ما أعجب الرمشُ فوق الرمشِ مشنقةٌ 
فيها الحبالُ شفارُ الجفنِ والمُقَلِ
في صدرها زُرِعتٔ ألغامُ قاتلةٌ
إن زِيْحَ صاعقها أودت إلى الشللِ
ياليتني الخال فوقَ الخدِّ أسكنهُ
أرعى جديلتها بالرفق والظُّلَلِ
أشتمُّ عنبرها إذ شَابهُ عرقٌ
في حظن حضرتها أنام في كسلِ
*******************
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سؤال لمصر بقلم يوسف عطاالله

بمناسبة اعياد اكتوبر المجيده  ================== سؤال لمصر كلمات / يوسف عطاالله  سألونى فين يامصر حرب الدماء جاوبت بفخر حربى تعمير الصحراء ا...