هذا المكان هيّج قلبي
زحفت ذكريات و صور صوبي
كم إيجابي قد تحول لسلبي!
آه كم تغير المكان يا ربي
أغمضت عيني فرأيت مروجا يانعة
و أزهارا تغازل الشمس الساطعة
رأيت وجوها طيبة قانعة
تترنم و تصدح بأهازيج رائعة
فتحت عيني فرأيت السكون يغمر الديار
الأبواب و النوافذ كساها الغبار
لقد اختفى الشجر و ذبل النوار
الشمس نائمة في وضح النهار
أغمضت عيني فرأيت هلالا
يحمل بشائر و يعلن احتفالا
الخيرات تنهمر و تملأ سلالا
يُنثر الورد و الزغاريد تتعالى
فتحت عيني فحدثني جذع قصير
قال: إني أحن لأغصاني و لشدو العصافير
إني أحن للجدة و الجد يفترشان الحصير
يرويان للأحفاد الحكايا و الأساطير
أغمضت عيني فرأيت زورقا من ورق
سار في النهر و عانق الألق
صفق الأطفال لنجاته من الغرق
أحسست بالدمع من عيني اندلق
هذا المكان شجا روحي
ما طاله من تغير بالاغتراب يوحي
يا مشاعري!
انطلقي و إلى تلك الربوة روحي
اصرخي عاليا و بأوجاعك بوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق