قصة قصيرة
أولاد الكبوة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في الظهيرة و في جو شديد الحرارة في يوم من ايام الصيف حيث الشوارع ساكنة و الرجال في العمل و السيدات يقبعن في البيوت مابين اعمال المنازل أو مشاهدة التلفاز في تلك القرية الفقيرة
دق الباب علي أحد البيوت البسيطة فتحت الباب الست روحية تلك السيدة الأربعينية البسيطة التعليم وجدت أمامها سيدة غاية الأناقة تبدو عليها علامات الثراء
واخبرتها أنها فاعلة خير و وسيطة لاحدى السيدات الثريات في المدينة و أنها علمت بظروف تلك السيدة وخاصة ان ابنتيها مخطوبتين منذ فترة و لا تستطيع شراء لوازم الزواج لهما رحبت روحية بالزائرة و أحضرت ابنتيها للتعرف علي تلك السيدة الثرية و حكت الابنة الكبري الكبوة التي مرت بها الاسرة وأدت الي وفاة الأب بعد صراع مع المرض
ومع تعاطف اهل القرية مع الأم روحية و رغبة شابين من الجيران الارتباط بالآختين و صعوبة تجهيز و إحضار مستلزمات الزفاف لهما و مضي وقت طويل قارب علي السنة علي إتمام الخطبة
دمعت احلام من تلك الظروف القاسية التي تمر بها الاسرة
و قررت اصطحاب الام الي السيدة الثرية الحاجة شفيقة
لاعطائهما مبلغ كبير من المال يعين الأسرة على إتمام زواج البنات و لكن شرط الحاجة شفيقة اثبات صحة كلام الام و أن البنتان مخطوبتان
طلبت روحية مقابلة شفيقة و إقناعها بصدق كلامها
لم تمانع احلام من اصطحاب الام الي الحاجة شفيقة
و بالفعل خرجت الام مع احلام الي خارج المنزل في انتظار توكتوك لنقلهما إلي الحاجة شفيقة في المدينة القريبة من القرية
استأذنت احلام الام في الرجوع للبنتين لاعطائهم مبلغ من المال خارج المساعدة المنتظرة
و بالفعل ولجت احلام الي المنزل مرة أخري و طلبت من البنتان اعطائهما الذهب المسمي بالشبكة و تأكيدا علي كلامها اخبرتهما أن الام هي من طلبت ذلك حتي تؤكد صدق كلامها للحاجة شفيقة
أعطت البنتان الشبكة لاحلام و أعطت احلام لكل منهما ورقه بمائه جنيه
توقف التوكتوك أمام الام و احلام و انطلقا ناحية المدينة
و أمام العمارة استأذنت احلام للصعود الي الحاجة شفيقة لاخبارها بحضور الام
انتظرت الام طويلا أمام العمارة الشاهقة حتي فقدت الامل .استجمعت شجاعتها ودخلت العمارة الشاهقة لعلها تسأل أحد السكان عن شقة الحاجة شفيقة
لم تجد من يساعدها في التوصل للشقة خرجت امام العمارة حتي وجدت احد السكان كبار السن فحكت له ماحدث وأنها تنتظر أمام العمارة منذ ساعات و لم تظهر احلام و لاتدري اين تسكن الحاجة شفيقة
نظر إليها الساكن بشفقة و أخبرها أن معظم العمارة مكاتب و عيادات و أنه لا توجد سيدة تسكن بهذا الإسم في العمل و لعل احلام خرجت من الجراج بعد أن استقلت الاسانسير أو أنها ارتدت زي اخر و خرجت متنكرة
اغشي علي الأم من هول الصدمة وتم نقلها الي اقرب مستشفي في المدينة
الأختان في رحلة بحث عن الام بعدما طال غيابها ويعد عمل محضر غياب في قسم الشرطة
لم يسفر عن شئ
الام الان في ثلاجة المستشفي تنتظر استلام جثتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق